المقالات

دعم الأشقاء والأصدقاء والمرجعية الأخلاقية

لا يغيب تزاحم الدعم السعودي المتواتر عن ذاكرة الجمع العربي ولا حتى عن المستوى العالمي، وقد ترافق ذلك الدعم مع كل حالة طارئة في هذا العالم المتلاطم بمتغيراته، وكان كل دعم متسقًا مع الأمن والسلم الدوليين، ومع حق تقرير المصير والسلام لكل شعوب العالم. بل إن الدعم السعودي تجاوز ذلك ليتوازى مع بقية القيم الإنسانية النبيلة التي تؤمن بالمشاركة والمساواة الإنسانية، فالمنطلقات في السعودية تتكئ على حكمة وعدالة صوت السماء نحو كرامة الإنسان وحقه في العيش بعيدًا عن الحروب، والنزاعات، وحالات الخلاف والوقيعة بين أبناء البلد الواحد. ولهذا تسعى المملكة، من خلال قيادتها الحكيمة وضمن مؤسسات مختلفة سياسية وإنسانية، إلى عالم حميم يُرجى من خلاله العيش المشترك والتقدم المستمر في بناء وإعمار هذه الأرض، كمستخلف الإنسان فيها بعيدًا عن التمايز والعنصرية، على مبدأ الأثر المرجعي الأول: «كلكم لآدم».

هذه الواحدية هي أصل الإنسانية، وبالضرورة لا تلغي التعدد والتنوع والاختلاف وفقًا لمصالح الدول بعيدًا عن التجاوز والجور والطغيان.

لقد سارعت المملكة منذ وقت مبكر لإنشاء منظومة متكاملة لخدمة الأسرة الدولية، سعيًا منها لمحاولة استباق الأحداث ورأب الصدع بين الأشقاء والأصدقاء، ومن خلال منهجية واضحة يُسار عليها بعيدًا عن الاجتهادات الفردية التي تستند إلى طابع رغائبي. وأي دعم سعودي للأشقاء والأصدقاء يستمد كل مقوماته من النظام الدولي المنصوص عليه في هيئة الأمم المتحدة. وهذا العمل المؤسسي من شأنه أن يحقق جوانب مختلفة لشعوب العالم.

وقبل فترة من الزمن، دعت المملكة إلى مؤتمر عالمي عُرف بمؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية، ولا يزال يُعقد بوتيرة منتظمة بمشاركة رفيعة المستوى من صناع القرار، وفق تخطيط استراتيجي يهدف إلى النمو الاقتصادي العالمي، لينخرط العالم في الأعمال التنافسية الاقتصادية التي من شأنها أن تحقق نموًا اقتصاديًا لهذا العالم بعيدًا عن الحروب والنزاعات.

وفي هذه العجالة، لا نستطيع أن نتحدث عن كل الأعمال والجهود التي تقدمها المملكة تجاه الأصدقاء، فالإحصاءات تؤكد تقدّم السعودية على غيرها من الدول العربية في دعم الأشقاء العرب والمسلمين على المستويين المادي والمعنوي. وتعود فكرة التضامن الإسلامي إلى المملكة العربية السعودية، وكان لها إرهاص منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه-، وبرزت بإلحاح من السعودية في سنوات لاحقة، ومنها إنشاء بنك التنمية الإسلامي، وهذا بلا شك يندرج ضمن إطار الدعم المادي المباشر، وكذلك الدعم المعنوي من حيث وضع البرامج والخطط الاقتصادية التي تسهم في إنعاش اقتصاد بعض الدول.

وبالتالي، كان كل ذلك يعكس واقع وحقيقة الدعم المادي والمعنوي للأشقاء. والشرح يطول حول جوانب الدعم التي تقدمها المملكة، وقد اتخذت أشكالًا وعلاقات متعددة أفرزت مناخات سياسية واقتصادية وتجارية وإنسانية وصحية وغيرها.

علينا اليوم أن نرى بعين الوعي والحقيقة والضمير الإنساني الخلاق ما تسعى إليه المملكة وتقدمه من جهود كبيرة وجبارة على كل المستويات وكافة الصعد لكل الأشقاء والأصدقاء. وعلينا اليوم قبل غدٍ أن نقرّب المسافة الفاصلة إلى الجهة الأخلاقية التي يحث عليها الضمير الحي واليقظ، وحتماً سوف ننطق طواعية بالدور السعودي الذي تبذله قيادتها الحكيمة. وبهذا المعنى فقط، لا يفقد الإنسان مرجعيته الأخلاقية ومبادئه النبيلة.

وإلى لقاء

عوضه علي الدوسي

 ماجستير في الادب والنقد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى