المقالات

السعودية.. عطاء لا ينضب ومواقف لا تتبدل

أكرم الله جل جلاله بلادنا المملكة العربية السعودية، حاضنة مهبط الوحي ومنطلق رسالة الإسلام الخالدة، بخدمة بيته العتيق ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وشرّفها باحتضان الركن الخامس من أركان الإسلام، وخدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون كل عام من كل فج عميق إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج بيسر وسهولة، في ظل الخدمات الجليلة التي يجدونها أمامهم ويشهد بها القاصي والداني.

وقد وهبنا الله تعالى قيادة حكيمة بذلت وتبذل الغالي والنفيس في سبيل رفعة بلادنا، والوصول بها إلى طليعة دول العالم المتقدمة، وهي تسابق الزمن بكل عزم وقوة لتحقيق هذا الهدف العظيم من خلال رؤية المملكة 2030، بقيادة عرّابها الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-.

وعلى الرغم من انشغال المملكة بتحقيق أهدافها السامية، إلا أنها ظلت متمسكة بحرصها الشديد على تحقيق استقرار دول المنطقة وأمن شعوبها، في وقت تنتشر فيه الفتن والحروب والقلاقل التي أثرت على الاقتصاد، والسلم الاجتماعي، وحياة المواطنين في دول عديدة بالمنطقة.

والمملكة، منذ تأسيسها، تحرص على مد يد العون والمساعدة للدول الشقيقة والصديقة المحتاجة، وعلى إغاثة المنكوبين في العالم بغير تمييز، انطلاقًا من مبادئها الإنسانية حتى أصبحت من كبار الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على المستوى الدولي.

ووفقًا لما ذكره سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في كلمة له ألقاها في منتدى الرياض الدولي الإنساني، الذي عقد في الرياض بتاريخ 24 فبراير 2025م تحت عنوان “استكشاف مستقبل الاستجابة الإنسانية”، فقد جاوز إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة مبلغ 133 مليار دولار، استفادت منها أكثر من 170 دولة.

ولم تتأخر بلادنا الحبيبة يومًا عن دعم الدول العربية الشقيقة وشعوبها عند الحاجة لمساندتها ومساعدتها لتتمكن من اجتياز ما تواجهه من مشكلات سياسية أو اقتصادية أو إنسانية.

وفي إحصائية نقلتها قناة الإخبارية في 10 نوفمبر 2023م عن منصة المساعدات السعودية للدول العربية الشقيقة منذ تأسيس المملكة، تصدرت جمهورية مصر العربية الشقيقة الدول التي استفادت من المساعدات السعودية خلال الأزمات الاقتصادية المتعاقبة التي مرت بها، إذ تجاوزت المساعدات التي حصلت عليها من المملكة 121 مليار ريال.

تلتها اليمن، التي ما زال شعبها يعاني من اختطاف جماعة الحوثي المارقة لأمنه وتشتيت شعبه، ولا تزال جاثمة على صدورهم بعد أن أفقرتهم ودمرت اقتصادهم، وقد بلغت المساعدات التي حصلت عليها جمهورية اليمن من المملكة أكثر من 92 مليار ريال.

كما شملت المساعدات التي قدمتها المملكة للدول الشقيقة كلًّا من: العراق بمبلغ 27 مليار ريال، وسوريا بمبلغ 27 مليار ريال، وفلسطين بمبلغ 19 مليار ريال، ولبنان بمبلغ 10 مليارات ريال، والأردن بمبلغ 9 مليارات ريال، وتونس بمبلغ 8 مليارات ريال، والبحرين بمبلغ 7 مليارات ريال، والسودان بمبلغ 6 مليارات ريال.

ولا تزال يد المملكة ممدودة بعطائها الذي لا ينضب، وبمواقفها السياسية القوية في جميع المحافل الدولية لحل مشكلات دول المنطقة السياسية والأمنية والاقتصادية، وهذا ما شهده ويشهده العالم من المواقف الثابتة الجلية التي تتخذها المملكة تجاه القضايا والأحداث التي تشهدها المنطقة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي بذلت وتبذل المملكة حيالها جهودًا كبيرة ومستمرة لإيقاف نزيف الدم الناتج عن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني، ولإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتحقيق السلام الدائم والعادل في المنطقة بموجبها.

وكذلك كانت مواقف المملكة السياسية الثابتة وجهودها الإنسانية والتنموية تجاه الأحداث في اليمن والسودان وسوريا ولبنان وغيرها من دول المنطقة والعالم بلسمًا يشهد على عملها الدؤوب لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم.

ويعد موقف المملكة الجلي والرافض للاعتداءات الإسرائيلية السافرة التي مست سيادة إيران وأمنها، وشكلت انتهاكًا ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية، دليلًا ناصعًا على حرص المملكة على سلامة وأمن جميع دول المنطقة، بما فيها إيران التي لم تكن تحمل الود للمملكة، وقد عملت على إشعال الفتن في المنطقة من خلال أذرعها التي شكّلتها للسيطرة على قرارات بعض الدول ودعمها لتنفيذ أجندتها السيئة.

حفظ الله المملكة الغالية، وقيادتها الرشيدة، وشعبها الأبي، وأدام عزها ومنعتها

علي بن هجّاد

كاتب صحفي - مدير التحرير بـ(واس) السابقة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كلام جميل وتوضيح الدور الحقيقي للمملكة العربية السعودية…وهو الدور الذي يجعلها تسمى السعودية العظمى بكل ثقة.
    فشكراً للاستاذ علي هجاد هذا الاعلامي المخضرم الذي استطاع في هذا المقال بخبرته واحترافيته ان يصيغ لنا دور المملكة لعقود في سطور مختصرة مميزة كلها حقائق ناصعة فشكراً له شكراً …💐💐

اترك رداً على علي المقبلي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى