(قراءة مختلفة في العلاقة بين الشراكة المالية والاستقرار العاطفي)
في بداية كل زواج يدور الحديث عن الحب التفاهم السكن المودة .. لكن ما إن تبدأ المسؤوليات وتتزايد الفواتير وتطرح الأسئلة المالية حتى تتغير نبرة الصوت ويعلو همس القلق:
من يصرف؟ ومن يحاسب؟ ولماذا أصبح الراتب ملفاً قابلاً للانفجار؟
المال في الزواج ليس عيباً أن يناقش .. لكن العيب أن يترك دون اتفاق فيتحول من وسيلة راحة .. إلى وقود خلافات لا تنتهي.
*الراتب ليس سراً .. ولا غنيمة*
من أكبر مسببات التوتر بين الأزواج أن يتحول الحديث عن المال إلى اتهام أو دفاع.
• بعض الأزواج يخفي راتبه وكأنه يخفي سلاحه!
• وبعض الزوجات تطالب بكشف الراتب أول الشهر وكأنها تعد ميزانية معركة!
وهنا تخلق فجوة لا يملؤها إلا الشك. في حين أن الأصل في الزواج هو الشفافية والثقة والتشارك العادل.
من يصرف؟ الشراكة لا تعني التساوي
في العلاقة الزوجية لا بد من تفريق ذكي بين الشراكة والتساوي:
• فالرجل الذي ينفق بسخاء دون منة يعزز احترامه في بيته.
• والمرأة التي تقدر العطاء وتدير المال بحكمة تضاعف بركة الرزق.
لكن:
• ليس كل رجل قادر
• ولا كل امرأة غافلة.
وهنا يأتي الاتفاق الذكي الذي يراعي الدخل الظرف والأولويات.
لماذا تزداد الخلافات حول الراتب؟
1. غياب الاتفاق المسبق:
لا يناقش المال في الخطوبة ثم يصبح “قنبلة” بعد الزواج!
2. الخلط بين المال والسلطة:
من يملك المال يظن أحياناً أنه يملك القرار المطلق .. وهذا وهم يقتل المودة.
3. المقارنات:
“زوج فلانة يعطيها كذا!”
“أخو زوجتي يعطيها راتبها كامل!”
وهنا يدخل الشيطان من أوسع الأبواب.
*المال وسيلة استقرار .. لا ميدان حرب*
البيت الناجح هو الذي يتفق على المال قبل أن يختلف عليه .. ويعرف أن المال أداة بناء لا معيار محبة.
الكرم لا يقاس بالمبلغ بل بالنية والعدل والتقدير.
حين يصبح المال موضوعاً للنقاش بهدوء لا للهجوم
وحين يصرف برضى لا بمنة
يصبح الراتب “رحمة”
وتصبح النفقة “مودة”
ويتحول المال إلى بركة
لا رقم يفسد العلاقة.
• عضو هيئة تدريس – جامعة المؤسس


