في هذا اليوم السبت، الموافق الثامن من شهر صفر لعام 1447هـ، الموافق الثاني من شهر أغسطس لعام 2025م، فُجعت كما فُجع الكثيرون بخبر وفاة الأخ الصديق الزميل العزيز الدكتور عبدالعزيز بن علي العُقلا، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
لقد كنت محظوظًا أن تعرفت عليه وزاملته لأكثر من ثلاثين عامًا، حين تم تعيينا محاضرين في نفس الوقت في كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز فرع مكة عام 1399هـ. فقد جاء هو من التعليم، معلّمًا مميزًا ثم محاضرًا مستقطبًا في قسم المناهج وطرق التدريس، وأنا كذلك جئت من التعليم إلى قسم علم النفس في نفس الكلية.
وليس من قبيل المباهاة أو الاعتداد بالنفس، فإن اختيار المعيدين والمحاضرين في تلك الفترة كان يخضع لمعايير تنافسية شديدة، لأن التأهيل كان لأهداف عليا في سد الفراغ الأكاديمي، لتأسيس كوادر أكاديمية متميزة تسهم في الارتقاء بالتعليم الجامعي والتربوي على وجه الخصوص في مملكتنا الحبيبة. فانطلاقًا من أن النجاح التربوي أساس النجاح في كافة المجالات، وهو عنوان لاستراتيجية مثلى، أُحسب أن عبدالعزيز العقلا كان ممن حظي بتلك الفرصة لقدراته وإمكاناته المميزة.
فقد ابتُعث – كبقية الصفوة المختارة – إلى أمريكا للحصول على الدكتوراه، والتي نالها بتميز وفي وقت قياسي، وكان عودًا أحمدًا متخصصًا في طرق تدريس الرياضيات. وكان لي شرف المشاركة معه في مناقشة رسالة ماجستير لأحد أوائل طلابه الذين تعلّموا على يديه، وما أكثرهم وأميزهم، إذ كان دائمًا حريصًا على الجودة في التدريس، والجودة في الإشراف، والجودة في العمل.
حين كان مديرًا لقسم الوسائل التعليمية، أجاد وأبدع في توظيف خبرته ومهارته في الارتقاء بطريقة التدريس التي يتم إعداد طلاب الجامعة من خلالها، وفي المواد والإمكانات التي وفرها في القسم، والنوعية التي قدّمها، والتي انعكست على مخرجات الجامعة من المعلمين المؤهلين.
وليس هذا فحسب، فقد امتدّ عطاء وتميّز الدكتور عبدالعزيز في عمادة شؤون الطلاب، وفي إدارة تعليم البنات في مكة المكرمة التي ترأسها، وأسّس تطويرًا مميزًا وواضحًا لإدارتها وإشرافها ومتابعتها، من خلال المبادرات التربوية مع الشركاء، ومع المستفيدين، ومع الجامعة. ومن هنا برزت قدرته على الإبداع والإدارة الناجحة.
وقبل أن أختتم ذكرياتي وشهادتي وخبرتي المختصرة مع صديقي د. عبدالعزيز العقلا، أود أن أشير إلى بعض المزايا الشخصية التي عرفتها عنه، من حب وتفانٍ في العمل، فنال بها محبة زملائه ورؤسائه. فقد شكّل نموذجًا للمسؤول الأمين الوفي، الصادق، المخلص لدينه وولاة أمره ووطنه.
فلا غرابة، فهو من نسل الشيخ العالم المربي علي العقلا – رحمه الله – والذي أنجب العالم المصلح الشيخ فراج – رحمه الله – وكذلك الأبناء البررة، ومنهم الأستاذ والزميل في مرحلة البكالوريوس، القدير المربي عبدالرحمن، ومعالي الأخ العلَم العالم الأستاذ الدكتور محمد، والدكتور الفاضل معالي د. صالح، وبقية الأبناء الذين تربّوا ونهلوا من معين المدرسة الصالحة، المحبة، والمخلصة لدينها وولاة أمرها ووطنها.
رحم الله الصديق الدكتور عبدالعزيز، وأسبغ عليه شآبيب الرحمة والمغفرة، وألهم أهله وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان.







شكرا دكتور / زايد لكلماتك الرائعة وشكرا لوفائك وما سطرته في حق القامة الشامخة الدكتور /. عبدالعزيز العقلاء رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل الله ما قدم في ميزان حسناته وجعل ما أصابه كفارة ورفعة له في درجاته رحمه الله ووالديه ووالديك ووالدي ووالديهم
أخوك : علي بن عبدالعزيز العقلاء
مشرف عموم ومدير إدارة مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية في جهاز الوزارة سابقا