(( جازان لا تنحني ))
أما عن أبرز الشواهد التاريخية فجازان تحفل بتراث عميق يتجلى في قلعة الدوسرية التي تتربع على جبل يطل على المدينة شاهدة على عصور متعددة منذ الحكم العثماني وحتى الدولة السعودية ومدينة صبيا القديمة عاصمة إمارة الأشراف آل خيرات وكانت مركزًا علميًا وإداريًا في القرنين الثامن والتاسع عشر وآثار وادي جازان وفيفا حيث المدرجات الزراعية القديمة ونقوشها التي تروي قصة الإنسان والمكان في تناغم فريد
أما الشخصيات الجازانية البارزة فجازان أنجبت نخبة من الرجال الذين نقشوا أسماءهم في وجدان الوطن بالإضافة إلى الحازمي والسنوسي والأديب الشاعر إبراهيم مفتاح والشيخ حسن المهلاوي والرحالة والمؤرخ محمد العبودي وغيرهم من رموز صنعت من جازان محرابًا للعلم والإبداع
أما عن شبابها فهم شريان الوطن النابض رفدوا البلاد بجنود أوفياء في ميادين الشرف وعمّروا المرافق في ساحات العمران فكانوا حماة للحدود وبناةً للمدن ومهندسي النهضة في المؤسسات المدنية والعسكرية هم أبناء الجبل والبحر يشقّون الصخر إذا دعت الحاجة ويصوغون من العزيمة جسور المستقبل
وإن نظرت إلى موقعها أدركت سرّ عبقها فهي بوابة الوطن الجنوبية على البحر الأحمر وموئل التلاقي الحضاري بين الجزيرة وأفريقيا على سواحلها تنتصب مدينة جازان الاقتصادية حلمٌ وُلد من رؤى المملكة الطموحة ليتحوّل هذا الحلم إلى واقع ينهض بالصناعة والاستثمار والنقل البحري والطاقة
جازان أرض الثمار الناضجة وسلة الوطن الزراعية والثروة السمكية ومدينة المدينة الاقتصادية الساحلية تكتنز في ترابها الحياة وتبسط للزائر كلّ ألوان الجمال من جزر فرسان ذات الرمل النقي إلى جبال فيفاء ومدرجاتها الخضراء إلى وديان بيش وصبيا حيث يتراقص الماء بين ضفاف العطاء
جازان بتاريخها العريق وتراثها الغني وأهلها الذين يُقال عنهم إنهم أهل كرم ومروءة ونبل وشيم وأخلاق لا تُجارى في الضيافة ولا تُضاهى في الوفاء يجعلون من الضيف مَلِكًا ومن الكلمة وعدًا ومن الجار أهلًا وذمة يجعلون من الإنسان فيهم قصيدة عفوية تمشي على الأرض تنشر دفء الانتماء وتفيض على المملكة كلها بعطر الطيب والأصالة
كلّ شيء في جازان يروي قصة قصة مدينة لا تنحني بل تنهض وتعطي وتحب من أعيادها إلى أسواقها من نخوتها إلى حنينها من تراثها إلى حداثتها تظل جازان قصيدة وطن وإنشودة ولاء وصوتًا حيًّا في سمفونية المملكة الزاهية


