كل ساقطٍ له لاقط يا “عجيب”

أشعر بحسرةٍ لا حدود لها وأنا أتابع إسقاطات بعض الإعلاميين الخليجيين على أمور ليست من شأنهم، ولا دخل لهم بها.

ربما يقول البعض إن كرة القدم السعودية أصبحت عالمية، وتخطّت حدود الوطن، ومن الطبيعي أن تكون حديث الإعلام الخليجي والعربي، وحتى الدولي.

ولكن الحقيقة أن هذا الكلام “حقٌّ أُريد به باطل”. فنحن، كسعوديين، سنفرح بأن يكون الدوري السعودي، وما وصل إليه من سمعة عالمية بوجود النجوم الكبار، على لسان جميع الجماهير الكروية أينما كانوا، لكننا لن نقبل أن يبثّ البعض، ممن يتمنّون العودة إلى الشهرة والأضواء، الكثير من الإسقاطات على كل ما له علاقة بإدارة كرة القدم السعودية، من أعلى الهرم، وحتى أصغر عضو في لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم.

بل تجاوز الأمر حدود الوسط الرياضي إلى ما هو أسمى منهم، ومن تاريخهم، ومن كرة القدم ومسابقاتها، “واللبيب بالإشارة يفهم”.

تلك الإسقاطات كان يجب أن تُواجَه بالاستنكار الشديد من كل الإعلام الرياضي السعودي، بعد أن تجاوزت كل الحدود التي تمسّ مؤسساتنا الرياضية وتشكّك فيها.

كنتُ أتمنى أن أسمع من مسؤول في الاتحاد السعودي لكرة القدم، أو من رئيس، أو متحدث رسمي لإحدى لجان الاتحاد، ردًّا على تلك الاتهامات والإسقاطات.

فالاتهامات كانت واضحة، والإساءات لمنظومة كرة القدم السعودية فاضحة.

لكن وللأسف الشديد، خاب ظني، بعد أن التزم الجميع الصمت، ولم يعلّقوا، حتى والتُّهم قد وُجّهت إليهم بشكل مباشر.

أفيُعقل أن يُصدَّق فيهم المثل الشعبي: “السكوت علامة الرضا”!؟

لن أتطرّق لأي جهة في أي دولة يخرج منها مثل تلك الأصوات النشاز، لإيماني بأن من يحاول زرع الفتنة بين شبابنا لا يمثّل إلا نفسه.

وكما أنني أرفض ما جاء في تلك المقاطع، فمن الأجدر ألا أقع في ما وقع فيه الباحثون عن الشهرة بأي ثمن.

ما يوجع القلب حقًا هو أن نقرأ لبعض الإعلاميين السعوديين دعمًا لما جاء في تلك المقاطع.

وأسألهم: هل تؤيدون بالفعل ما ورد فيها من اتهامات لكل لجان الاتحاد السعودي، وللمنظومة الإدارية التي تدير وتسيّر مشروعنا الرياضي العظيم؟

فإن كان جوابهم: نعم، فهم بالتأكيد شركاء في حملة التشكيك بالاتحاد السعودي ولجانه التنظيمية، وبكل من طالتهم تلك الاتهامات “القذرة”.

اتحادنا السعودي مُلزم بتحديد موقفه مما جاء في ذلك المقطع، من باب ردّ التهم الموجّهة إليه وإلى لجانه.

أما السكوت، فلا يعني إلا الموافقة عليه وتأييده.

ولكم تحياتي.