من يُصدّق أنه، ورغم الأجواء الساحرة والطبيعة الخلابة التي تتزامن مع توالي سقوط أمطار الخير والبركة هذه الأيام في محافظة النماص، إلا أنك قد تسمع من أحد أبنائك العبارة المعنونة أعلاه!
بالطبع، أي شخص في منطقة تقترب درجات الحرارة فيها من الـ 50 درجة مئوية، خاصة في هذا الشهر المعروف بـ «أغسطس اللهاب»، سيقول فورًا:
“احمدوا ربكم بس! ..كيف لأحدٍ ينعم بمثل تلك الأجواء أن يفكر مجرد التفكير في قطع إجازته والعودة إلى أجواء الحر والرطوبة؟!”
لكن هذا بالضبط ما يحدث ويتكرر مع كثيرين في كل صيف، وينغّص عليهم إجازتهم في محافظة النماص والمراكز والقرى المجاورة والتابعة لها. بل لك أن تتخيل أن بعض زوّار النماص ممن حجزوا لعدة أيام، قرروا – وأمام ضغط تلك العبارة – قطع الإجازة والعودة من حيث أتوا!
فما الذي يدعو الأطفال، بل وحتى بعض الشباب والكبار، إلى التذمّر والمطالبة المفاجئة بقطع الإجازة؟
وهل السبب منطقي ومُقنع؟ أم مجرد “دلع عيال”؟
وهنا أجيب عن التساؤل، ولكم الحكم…
المشكلة الأزلية التي تتكرر مع كل إجازة صيفية، وتزداد حدتها مع اكتظاظ المنطقة بالزوار، تعود إلى ضعف وسوء تغطية شبكة الاتصال (مكالمات وإنترنت).
حيث يُعاني أهالي المناطق التالية: النماص، سبت العلايا، تنومة، السرح ، وادي زيد ، بني عمرو، بللسمر، بللحمر، ومنذ سنوات، من ضعف التغطية وانقطاع الشبكة المتكرر، وهو ما يؤثر بشكل دائم على مصالحهم اليومية واحتياجاتهم العملية المرتبطة بالاتصالات والإنترنت.
والجميع يعلم اليوم أن معظم الإجراءات الحكومية والخدمية تحتاج إلى إنترنت سريع وقوي لإنجاز المهام مثل:
منصة التعليم “مدرستي” والمحاكم الإلكترونية والبلديات والخدمات البلدية والمستشفيات والمواعيد الطبية وخطوط الطيران والحجوزات والتسجيل في الجامعات والكليات والجهات العسكرية… وغيرها
لكنّ الشبكة وبضعها الحالي ضعيفة جدًا ولا تفي بالغرض.
شخصيًا، وقفت على حالات تسجيل في “منصة قبول” الجامعية، أو الكليات العسكرية، أو غيرها من المنصات، استغرقت لانجازها أكثر من يومٍ كامل، وليس مجرد ثوانٍ معدودة!
حيث اضطر (المُتقدم) للانتقال من موقع لآخر، ومن جبل لمثله ، أملًا في التقاط “شبكة.. ولو جبر خاطر”!
ثم وبعد فشل كل المحاولات، يُقرر العودة أدراجه، ثم المغادرة في اليوم التالي إلى محافظة قريبة لإكمال اللازم.
وهناك من يستعين بصديق أو قريب في منطقة أخرى لإتمام الخدمة، وهناك من يؤخّر إجازته السنوية بالكامل إلى ما بعد انتهاء التسجيلات، خوفًا من فواتها بسبب سوء الشبكة.
بعد كل هذا…
هل تلومون الجيل الحالي حين يُردّد: “يا بابا، ما نبغى نروح الديرة”؟






