** حينما تخرجت من المرحلة الثانوية في عام 1419هـ قصدت مدينة الرياض عازمًا التسجيل بكلية الملك فهد الأمنية بعد قبولي بها مبدئيًا ، وقد كانت أول خطوة أُفكر فيها حينما وطأت قدماي مطار الملك خالد الدولي التوجه لنادي الهلال ، حتى أن خالي الذي قدم لاستقبالي تفاجأ من الطلب وأعتقد أنه قال في نفسه “هذا جاء يسجل ولا يشجع ؟!” ، وبالفعل توجهنا مباشرةً لنادي الهلال ودخلنا بكل سلاسة فقط مقابل رسوم دخول قدرها 10 ريالات ، وحين ولجنا للداخل توجهت للمكتب الخاص بالعضويات وقمت بدفع رسوم العضوية العادية بقيمة 100 ريال وهي تعني الكثير في ذلك الوقت لطالب خريج مرحلة ثانوية ، وحصلت على البطاقة وكانت فرحتي بها كبيرة ومازلت احتفظ بها حتى الآن ؛ في هذا العام أراد الله سبحانه أن يُعيد ذات السيناريو حين تخرج ابني من المرحلة الثانوية وسجل في ذات الكلية وتوجهنا للرياض ، وفؤجئت به وعند الهبوط بالمطار يطلب ذات الطلب الذي كنت قد طلبته من خالي قبل 28 عامًا !!! ، فما كان مني ورغم عدم مُناسبة التوقيت إلا تلبية رغبته وعدم رد طلبه أسوةً بخالي ، ووضعت نفسي في مثل ذلك الموقف حين طلبته أنا أول مرة قبل حوالي ثلاثة عقود .
** وصلنا لنادي الهلال بحي (العريجاء) بعد قطع مسافة طويلة والغريب أن النادي لم يخرج حتى الآن من ذلك الموقع البعيد والحي القديم إلى أحد أحياء الرياض الراقية والحديثة وتوجهنا للبوابة وكانت المفاجأة بمنعنا من الدخول وحينما استفسرنا عن السبب قالوا “ممنوع يعني ممنوع” .. طيب ياجماعة نحن في وقت مُناسب للزيارة -العصر-ومنتصف اسبوع وليس الجُمعة مثلًا ، وإجازة صيفية ولا يوجد أي فريق من فرق النادي أو أي أمر قد يسببه دخول شخصين قدما للنادي من مسافة بعيدة ! ، ولم تُحرك تلك الاستعطافات ساكنًا ، وللأمانة فقد صُدمت ولكنني تقبلت الموضوع على مضض من باب تهوينه على ابني بالدرجة الأولى ، ولكن ومع ذلك إلا أن وقع الصدمة كان كبيرًا عليه ولم أشأ وكما يُقال “أن أخليها في نفسه” خاصةً بعد قطع كل ذلك المشوار ، فقلت تعال لنأخذ دورةً رياضية على أسوار النادي من الخارج لعلها تُسلينا قليلًا من باب “العوض ولا القطيعة” ورغم ارهاق السفر وارتفاع درجات الحرارة إلا أنا تحاملنا على كل ذلك قبل أن نجد بابًا أخر مفتوحًا لنقوم بالدخول معه ونأخذ جولةً سريعة “مكسورة الخاطر” ونخرج ونحن مازلنا نتساءل عن مبررات المنع من الدخول ، وبالتأكيد نادي بحجم الهلال يفد إليه من محبيه وخاصةً بالإجازة الصيفية من كل مكان ومن كل منطقة ، ومن الصعب جدًا أن يُقابلوا بمثل ماقوبلنا به بل إنها بالأصل فرصةً استثماريةً لفرض رسوم دخول رمزية كما كان يحدث بالسابق ، أو مُقابل التقاط الصور مع الكؤوس !
** بالنسبة لي الموضوع انتهى في حينه من باب “وعينُ الرضا عن كلِ عيبٍ كليلةٌ” لكن ماجدده وأعاده لدي الآن هو حينما شاهدت مداخلةً للنجم الدولي السابق واسطورة نادي الاتفاق “صالح خليفة” لبرنامج “المنتصف” عبر قناة الإخبارية حيث ذكر في عرضها : “زُرت النادي -الاتفاق- قبل شهر ومنعني بواب النادي من الدخول وقال مانعرفك” يا الله كيف يكون وقع مثل هذه الكلمات القاسية على النفس ، وقد أحسست حينها بأن موقفي أنا وابني بسيط جدًا ولا يُذكر مع موقف النجم التاريخي صالح خليفة ، وهذا يدعونا الآن إلى المطالبة بوضع آلية محكمة في الأندية تُسهل دخول مثل هؤلاء النجوم التاريخيين والاحتفاء بهم وإعطاءهم حقهم وقدرهم كما تحفظ لهم كرامتهم وتاريخهم ، وتضمن بالوقت نفسه عدم تكرار مثل ذلك مع نجم أخر .
0






