• من حكمة المسؤول – أيًا كان – تعميم خاصية تساوي فرص المنافسة بين الجميع. وهذه الخاصية تتعلق بكل ما يندرج تحت الحوكمة ومعاييرها التي ترتكز على الشفافية والإفصاح وكفاءة الإنفاق بالدرجة الأولى. ولو لم تحظَ المنهجية كاملة بهذا المعيار (الأهم) فكل ما يندرج تحت هذا المفهوم سيتخلله ارتباك مصطلحي وترهّل إجرائي والكثير من التباين والتناقضات ليُصبح السياق السردي مشوّهًا وإقصائيًا، مهما حاول هذا المسؤول استدراج أزمته بحائط صدّ إعلامي يستمر في جدلية الإقناع باستماتة غير مدعومة بوقائع وأرقام صحيحة، وخالية من حالة رضا جماهيرية واحدة على أقل تقدير.
وفي المجمل أتفهم بأن ما تُنشئه إرادة الشخص يتلاعب به الضغط الخارجي طالما هو إنسان قابل للتفاعل مع المتغيرات – فجائية الظهور – والتعاطي مع الأحداث – وليدة اللحظة – بالميل أحيانًا إلى التأصيل والتعايش مع الإرث كعشق وميول، والكثير من الركض خلف أعمدة البخور، وهو ما يستعصي فهمه على بسطاء التطبيقات الافتراضية في مشهد مضطرب وزمن متسارع سيمنح البعض – بلا شك – نافذة للشمس وبابًا للهرب باتجاه الأماكن الآمنة دون اعتبار للنتائج. ولهذا يبدو الواقع مليئًا بما هبّ ودبّ من الانقلابات النقدية وزحمة النوايا والرغبات. وبالمناسبة: الرغبة قد تقتل أنبل الدوافع في النفس البشرية.
• في اتجاه آخر: ما زال اتحاد الكرة ولجانه في منأى عن الأحداث وتفسيرات اللغط الحاصل حول العديد من الملفات، حيث يقوم بعض الإعلاميين – عبر حساباتهم الخاصة في منصة إكس – بتمرير أخبار مفصلية وهامة تستهدف مستقبل المنافسة وتتعلق بالحراك الإجرائي لأعمال وتفاصيل يفترض ألّا تظهر إلا عبر منصات رسمية وحسابات معتمدة.
هذا الاختراق أو التسريب أو “التمصْدر” أو ما يسمى بجسّ نبض الرأي الرياضي العام قبل اعتماد القرار، هو في حقيقة الأمر تصرف لا ينم عن احترافية عمل أو نموذجية أداء. يجب أن تثق المنظومة بعملها ليثق بها المجتمع الرياضي.
هناك خلط وتداخل وصل إلى احتقان إعلامي وجماهيري بسبب اعتماد المسؤول – أيًا كان – على منهجية عمل عفى عليها الزمن. ولا يمكن أن نرى كل هذا الدعم اللامحدود من ولاة الأمر – حفظهم الله – وكل هذه الإمكانات الكبيرة والأرقام المهولة تُدار بفكر هواة.
أؤكد أن المرحلة وأهدافها أكبر من بعض القائمين عليها، لدرجة باتوا يستكثرون على الجماهير حتى التبرير لخطأ تقني أو إجرائي أو حتى انتكاسة هزائمية وخروج من بطولة سهلة المنال للمنتخب، والشواهد عديدة منذ خمسة مواسم مضت فقط.
إلى اللقاء.
