المقالات

من يشتري المسروقات!؟

صحيح أن سرقة الكيابل الكهربائية ، سواء من المباني تحت الإنشاء أو تلك التي تفتقر إلى الحراسات الأمنية – كالمباني غير المشغولة في بعض فترات السنة مثل المدارس في الإجازات الصيفية ، أو المباني الواقعة في أطراف المدن – تُعد جريمة مزعجة تستحق أشد العقوبات . إلا أنها ، ولله الحمد ، لا تمثل ظاهرة مؤثرة على الحالة الاجتماعية ، خاصة مع نجاح الجهات الأمنية المتكرر في القبض على مرتكبيها ، مما يعزز ثقة المواطنين والمقيمين بالأجهزة الأمنية في المملكة . فما إن نسمع عن جريمة – مهما كان نوعها – حتى يتردد على مسامعنا الشعار الشهير الذي أصبح لسان حال الجميع ” تم القبض”.
وفي معظم دول العالم ، توجد أسواق معروفة بأنها ملاذ للمسروقات . حتى إن أحد الأسواق في الهند يُعرف باسم “تشار بازار” أي “بازار اللصوص”. والأمر نفسه في الصين وأمريكا والعديد من الدول الغربية والآسيوية والعربية ، حيث يضطر بعض المواطنين في تلك الدول إلى شراء ما سُرق منهم من هذه الأسواق .

مؤخرًا، نشطت بعض الجاليات الآسيوية في سرقة الكيابل وخردة النحاس ، حتى إن بعضهم يُعرّض نفسه للخطر بمحاولة قطع الأسلاك وهي لا تزال تحت التيار الكهربائي . لكن السؤال الأهم … من يشتري تلك المسروقات؟ وكيف يجد اللصوص طريقاً سهلاً لتصريفها؟
الجواب بسيط … فالسارق ليس سوى جزء من سلسلة مترابطة ، أو ما يشبه العصابة المنظمة . أحدهم يسرق ، وآخر يخبئ ، وثالث ينقل ، وأخيراً تصل المسروقات إلى محلات السكراب ، حيث تُشترى وتُباع بكل سهولة . وباختصار.. حلقة متكاملة من المجرمين .
وأجزم أن لدى الجهات الأمنية إدارات متخصصة بخبرة واسعة في دراسة مثل هذه الجرائم وتحليلها لتحديد الثغرات التي يستغلها المجرمون . ومع ذلك ، يمكن الإشارة إلى بعض الحلول المقترحة ، ومنها:
إنشاء سجل رقمي موحد لكل عمليات بيع وشراء الكيابل والنحاس .
تسجيل بيانات وهوية البائع ووزن البضاعة وتحديد مصدرها .
تصوير البضاعة عند استلامها .
منع شراء الكيابل الخام أو المقطوعة حديثًا إلا من خلال شركات معتمدة عبر موظفيها الرسميين .
إلزام محلات السكراب والخردة بتركيب كاميرات مراقبة مرتبطة مباشرة مع أنظمة وزارة الداخلية والبلديات .
فمن يزور محلات السكراب والتشاليح يدرك أن الخلل الأكبر يكمن في آلية البيع والشراء . ولو لم يجد اللص من يشتري مسروقاته ، لما خاطر بالسرقة أصلاً .
ولكم تحياتي .

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. من المفروض ان تجار الخردة والسكراب يقومون بتبليغ الجهات الامنية عن تلك المبيعات ( اتصال تلفونى ) وعدم دفع المبالغ للبائع كاش فى الحال ولكن يعطيه موعد فى اليوم التالى حتى تتمكن الجهات الامنية من الحضور والقبض على البائع والكشف عن مصدر المبيعات.

    1. المشكله تجول أصحاب الخرده من اجانب وسعوديين بالشوارع ليل نهار ومعروفين بسيارتهم. حتى سرقو غطيان المناهل في الشوارع
      واصبحو. يدفعون للحراس في العماير من أجل الحصول على الأسلاك.
      الأمن العام. بجب ان يمنع الا وفق تصريح. ومؤسسة مختصه.
      ويكتب على السياره من الخارج. رقم. التصريح ويمنع الأجانب

  2. معظم العاملين بالتشاليح والسكراب هم عماله وافده وأنامع فكرة ربطها بكميرات مراقبه

  3. كلام سليم لل يستطيع السارق بيع المسروقات اذا امتنع. الشاري ان يشتري مسروقاته سوف تختفي السرقات نهائيا

اترك رداً على علي صالح الخليفه إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى