رغم تزايد أعداد المسافرين حول العالم، وتنوع وجهاتهم السياحية ما بين الشواطئ الساحرة، والجبال الشاهقة، والأنهار ذات التيارات المائية القوية والشلالات العالية ، إلا أنه تكمن في هذه الوجهات العديد من المخاطر التي قد تحوّل رحلة الأحلام إلى كابوس خاصة فيما يتعلق بحوادث الغرق أو السقوط من الجبال والمرتفعات الشاهقة والتي باتت تتكرر بشكل محزن ، في ظاهرة مقلقة تلاحق السواح بصفة عامة والسائح السعودي بصفة خاصة لا سيما وأن بعض هذه الرحلات السياحية تحولت في كثير من الأحيان إلى قصص مأساوية كانت نهايتها إصابات خطيرة أو في ثلاجات الموتى.
وللأسف لم تعد هذه الظاهرة حالات فردية عابرة، بل أصبحت مشهداً يتكرر في معظم الدول التي يذهب إليها السائح السعودي مما يثير العديد من التساؤلات حول درجة الوعي، والاحتياطات الأمنية، ومدى إدراك السائح السعودي لخطورة بعض الممارسات السياحية في الخارج ، والتي تحمل مخاطر كبيرة بسبب التيارات البحرية القوية أو أعماق المياه غير المتوقعة التي يقعون ضحية لها اندفاعاً وراء المغامرة أو الاستهتار بارتداء وسائل السلامة .
وعليه فإن كثرة حوادث الغرق والسقوط من المرتفعات بين السعوديين في الخارج ليست مجرد أرقام عابرة في نشرات الأخبار، بل أجراس إنذار تستدعي مراجعة عميقة لثقافة السياحة لدينا. فالسفر متعة، لكنه بدون وعي واحتياط، قد ينقلب إلى فاجعة و مآسٍ تُخلّف أحزاناً عميقة وتحول السياحة من رحلة حياة وتجديد طاقة، إلى مغامرة عمياء بالنفس ، فكم من شاب سعودي قصد شاطئاً جميلاً بحثاً عن المتعة، فإذا بالتيارات البحرية القوية تبتلعه أمام أنظار أصدقائه! وكم من عائلة تحولت عطلتها إلى مأساة بسبب إهمال ارتداء سترة نجاة أو تجاهل للتحذيرات المكتوبة باللغات العالمية؟
وختاماً فقد آن الأوان أن ندرك أن السياحة ليست مغامرة بالأرواح، وليست بطولة وهمية أمام العدسات. فالحياة أغلى من صورة، والسلامة أهم من استعراض لحظي قد يكلّف العمر كله. فالسياحة تجربة رائعة تثري الحياة وتوسع الآفاق. ولكنها في الوقت نفسه تتطلب منا وعياً ويقظة فسلامتنا الشخصية يجب أن تكون أهم أولوياتنا في كل خطوة نخطوها خارج حدود الوطن.
وخزة قلم
الوعي مفتاح السلامة ، فالبث المباشر واللقطات النادرة ،لا تستحق أن تدفع حياتك ثمناً لها.






