المقالات

الجدارة التنافسية .. وقود النجاح في بيئة العمل الحديث أ.د. عصام إبراهيم أزهــر

في زمنٍ يتغير بسرعة الضوء، لم تعد بيئة العمل مجرد مساحة لأداء المهام الروتينية، بل أصبحت ميداناً رحباً للتنافس، والإبداع، وصناعة الفارق. وهنا يبرز مفهوم الجدارة التنافسية كعامل حاسم يميز بين موظف عادي يسير مع التيار، وبين موظفٍ إستثنائي يقود التيار نحو وجهة جديدة.
الجدارة التنافسية ليست مجرد مهارة مكتسبة أو شهادة أكاديمية، بل هي مزيج متكامل من الكفاءة والمعرفة والقدرة على التكيف والإبداع. الموظف الجدير بالمنافسة هو الذي يضيف قيمة حقيقية تتجاوز الوصف الوظيفي، فيصنع حلولاً مبتكرة بدلاً من انتظارها، ويحول التحديات إلى فرص للنمو، ويجعل من كل إنجاز خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
في بيئة العمل المعاصرة، لم تعد المؤسسات تبحث فقط عن الكفاءات التقنية، بل عن الأشخاص الذين يمتلكون روح المبادرة، والمرونة الذهنية، والقدرة على العمل بروح الفريق. فالجدارة التنافسية هي ما يجعل المؤسسة تتفوق في سوق مزدحم، وما يجعل الموظف يترقى من مجرد منفذ للمهام إلى رائد للتغيير وصانع للتأثير.
إن بناء الجدارة التنافسية يتطلب:
• تعلماً مستمراً يواكب التطورات المتسارعة.
• إبداعاً عملياً يحول الأفكار إلى نتائج ملموسة.
• إلتزاماً أخلاقياً يعزز الثقة والمصداقية.
• قدرة على التكيف تجعل التغيير حليفاً لا عائقاً.
حين يدرك الموظف أن قيمته الحقيقية لا تكمن في موقعه الحالي بل في أثره المتجدد، وحين ترى المؤسسة أن أعظم إستثمار هو في تنمية قدرات أفرادها، تصبح بيئة العمل حاضنة للابتكار والتميز.
فالجدارة التنافسية ليست خياراً ترفيهياً، بل ضرورة وجودية. فهي بطاقة العبور لمستقبل واعد، وعنوان نجاح أي مؤسسة أو فرد يطمح إلى البقاء في القمة.

• عضو هيئة تدريس – جامعة المؤسس

أ.د. عصام بن إبراهيم أزهر

رئيس وحدة الكائنات المعدية مركز الملك فهد للبحوث الطبية جامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى