المقالات

تراجع مستوى منتخبنا الوطني .. ندرة في المواهب أم كسل في الكشّافة؟

«في المقص»

** مملكتنا الحبيبة بمساحتها الكبيرة تعج بالمواهب الكروية .. وإن صح التعبير هي تنجب كل يوم موهبة من مواهب كرة القدم وربما أكثر من موهبة ..
** ذلك لأن كرة القدم هي “هوس” الشعب السعودي .. وهي كما قال الأمير الراحل “طيّب الذكر” فيصل بن فهد (يرحمه الله) هي “المتنفس الوحيد للشباب السعودي” وفي هذه المرحلة لم تعد المتنفس الوحيد للشباب بل أصبحت المتنفس الوحيد للشباب وكذلك الشيّاب وأنا أحدهم ..
** كنّا أطفالاً ومنذ ذلك العهد ونحن نركض خلف كرة القدم .. في المنازل.. و”ياما كسّرنا لمبات المنزل عن غير قصد ” ولكن لشغفنا بكرة القدم ..
** كبرنا قليلاً وأصبحنا نركض خلف المستديرة في” الزقاق” الذي يطل عليه باب منزلنا .. ثم بعد ذلك كبرنا أكثر واكثر وأصبحنا نركض خلف الكرة في المدرسة وفي “البرحة الكبيرة” في حارتنا ولاتزال كرة القدم هوسنا وعشقنا ومنتهى سعادتنا لأننا عشقناها ومن خلالها عشقنا أنديتنا ..
** فكل مهووس بكرة القدم إختار ناديه الذي فضّله على جميع الأندية وأصبح منذ طفولته يعشقه ولكن كان عشقنا الأكبر لمنتخبنا السعودي الحبيب وهو العشق الأساسي في محيط كرة القدم وأهم من عشق النادي فكبر عشقنا لمنتخبنا الوطني ولأنديتنا من خلال “هوسنا” بكرة القدم التي كانت ولاتزال العشق الذي لاينتهي عند الملايين بل مليارات البشر على كوكب الأرض ..
** وعلى مدى عقود من الزمن كانت ولاتزال مدارسنا وملاعبنا الترابية في الأحياء مليئة بالمواهب .. وكان الكشّافون يقومون بدورهم على الوجه الأكمل لإكتشاف المواهب وإيصالها إلى الأندية لصقلها حتى تتحول تلك المواهب إلى نجوم تتلألأ على البساط الأخضر لدرجة أن الأندية السعودية أصبحت مليئة جداً بالنجوم وكان المستفيد الأساسي والأهم و”الذي يجب أن يكون” هو “المقصد” منتخبنا الوطني الحبيب حيث أنعكست تلك الطفرة “الموهبية” على ولادة منتخب سعودي قوي وكانت أولى الإبداعات عام 1984م في سنغافورا عندما حقق منتخبنا الوطني الحبيب كأس أمم آسيا بقيادة نجمنا الكبير ماجد أحمد عبدالله الذي (كسر صيني وإثنين وثلاثة وطقم الصين كلّه) كما قال معلّقنا الكبير على داوود “الله يذكره بالخير” حيث أحرز “السهم الملتهب” ماجد عبدالله الهدف الثاني في الدقيقة الثانية من زمن الشوط الثاني .. في حين أحرز هدف منتخبنا الأول شايع النفيسة (يرحمه الله) في الدقيقةالعاشرة بتصويبة ولا أجمل من خارج منطقة الجزاء لتستقر الكرة في الشباك مستغلاً تمريرة رائعة إستقبلها شايع النفيسه من “الكوبرا” محيسن الجمعان ليرفع منتخبنا الوطني لأول مرة كأس الأمم الآسيوية وسط أفراح سطّرها التأريخ بأحرف من ذهب ..
** وفي عام 1988م حافظ منتخبنا الوطني على لقبه الآسيوي ورفع كأس أمم آسيا وهذه المرة من دوحة قطر عندما فاز على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح 4 / 3
** وفي عام 1994م كان الخبر السار أيضاَ من على أرض دوحة قطر الشقيقة حيث كان الحدث الأكبر والأهم الذي طال إنتظاره عندما نجح منتخبنا الوطني الحبيب في الوصول إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في تأريخه بهدف القائد العملاق والسد العالي أحمد جميل الذي أحرزه “برأسية ذهبية” في مرمى كوريا الجنوبية ليوصلنا إلى نهائيات كأس العالم 1994م بأمريكا وكانت الفرحة لاتوصف مهما حاولنا وصفها حيث خرج الشعب السعودي بأكمله في كافة مناطق ومحافظات وقرى وهجر المملكة للتعبير عن الفرحة بالتأهل المونديالي الكبير لأول مرة في تأريخ منتخبنا الوطني الحبيب.
** وقد ظهر منتخبنا الوطني باجمل صورة في كاس العالم 94 بأمريكا وحقق نتائج مشرّفة منذ اول مشاركة له في كاس العالم حيث تاهلنا الى دور ال16بكل جدارة ولكن بعد تلك المرحلة الذهبيةلمنتخبنا الحبيب ماذا حدث؟!
** كان من المفترض أن يشهد منتخبنا الوطني تطوراً متصاعداً ويزداد قوة وصلابة ، غير أن الواقع جاء مغايراً للتطلعات إذ تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات لاحقة لكن الحضور كان باهتاً، والأداء متراجعاً والنتائج مخجلة لاتليق بتأريخ الكرة السعودية ولابطموحات جماهيرها.
فما السبب ياترى؟! أهو ندرة في المواهب الكروية؟ أم تقصير من الكشافين والمدربين في إكتشافها وصقلها ؟ أم أن هناك عوامل أعمق حالت دون إستمرار مسيرة التفوق. ؟!.

@hakami_omar

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى