مع قدوم عام دراسي جديد تزينت مدارسنا في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، وتوحد طلابنا تحت راية الهوية الوطنية، مرتدين الأصالة والعراقة المتمثلة في لبسهم للزي السعودي وذلك إنفاذًا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء – حفظه الله- بضرورة تعزيز الانتماء الوطني عند الطلاب، حيث شاهدنا مناظر تسر الناظرين وتثلج قلب كل من يمر بجوار مدارس البنين! . مناظر أعادت لنا ذكريات الأجيال الماضية وهم يحضرون إلى مدارسهم بكامل زيهم الوطني.فبدت تلك المشاهد وكأنها نص بصري يقرأه كل من يراه، ليكون شاهداً على وطنٍ يعتز بتراثه ويصونه جيلاً بعد جيل.
ولم يكن هذا القرار مجرد خطوة إدارية بحتة ، بل هو رؤية تربوية تسعى إلى تحقيق التوازن بين الانفتاح على العالم الخارجي والتمسك بالقيم الأصيلة. في زمن يسعى إلى طمس الحدود الثقافية، فيما يسمى بالعولمة فجاء هذا القرار ليؤكد للجميع أن الهوية ليست مجرد شعارات تعلن ، بل هي جزء من نسيج الحياة اليومية. ورسالة مفادها أن التطور لا يعني التخلي عن الذات، وأن الحداثة يمكن أن تتعانق مع الأصالة في مشهد بهي.يربط الأجيال الحالية والمُستقبلية بالهوية الوطنية الأصيلة وتنشئتهم على الاعتزاز والافتخار بها وغرس المبادئ والقيم وتعزيز الانتماء الوطني ورفع الوعي بأهميته وتعظيم أثره لدى الشرائح المستهدفة.
وبناء على تلك التوجيهات المباركة من سموه ألزمت وزارة التعليم طلاب المدارس الحكومية والأهلية بكافة مراحلها التقيد بالزي الوطني (الثوب والغترة أو الشماغ) بالنسبة للسعوديين، والتقيد بارتداء الثوب بالنسبة لغير السعوديين باستثناء طلاب المدارس الأجنبية وسعت الوزارة إلى مواكبة هذا التوجيه بما يعزز الولاء للقيادة الرشيدة، والانتماء لهذه البلاد المباركة، لأن الزي الوطني يعد أحد أهم المظاهر التي تُشكّل هوية المجتمع، وكذلك امتدادًا للنهج المعمول به في المبادرات التي تطلقها حكومة المملكة وترسخ الهوية الوطنية كجزء أصيل ضمن مستهدفات تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تربط أفراد المجتمع بوطنهم وهويتهم السعودية الأصيلة.
وختام القول فإنه لم يعد الزي المدرسي الذي يرتديه الطلاب مجرد قطعة قماش تغطي الأجساد، بل أصبح مرآة تعكس تاريخًا عريقًا وحاضرًا مزهرًا للمملكة العربية السعودية وبات الحفاظ على أصالة هذا الزي خطوة مهمة في الحفاظ على القيم الدينية والثقافية في المجتمع السعودي ، فهو يعبر عن الفخر بالتراث و التقاليد ، و يعزز الشعور بالانتماء والوحدة الوطنية ،في المناسبات الرسمية و الدينية فكل ثوب أو شماغ يرتديه الطالب، بمثابة صفحة من صفحات تاريخنا، تروي حكاية شعب يفتخر بأصالته، ويحلم بمستقبل مشرق.
همسة قلم :
الانتماء الوطني لا يُلقَّن بالكلمات بقدر ما يُغرس بالممارسات اليومية.






