في الخطاب السنوي أمام مجلس الشورى، قدّم سمو ولي العهد صورة واضحة تختصر عامًا من المنجزات الوطنية. خطاب الأرقام هذه المرة لم يكن مجرد إحصاءات، بل وعود ملموسة يلمسها المواطن في تفاصيل حياته.
اقتصاديًا، تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 4.5 تريليون ريال، وحققت الأنشطة غير النفطية أكثر من 56% من الناتج للمرة الأولى. هذا التحول يؤكد نجاح المملكة في تنويع مصادر الدخل وتقليص الاعتماد على النفط، ليصبح الاقتصاد أكثر قوة واستدامة.
اجتماعيًا، تراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى 7.6% في 2024، وهو أدنى مستوى تاريخي، فيما ارتفعت نسبة تملك المساكن من 47% في 2016 إلى أكثر من 63%. هذه المؤشرات تعكس أن برامج الرؤية طالت حياة الناس مباشرة، وحققت لهم فرص عمل واستقرارًا أسريًا أكبر.
على الصعيد الدولي، شدّد الخطاب على ثبات المملكة في دعم القضية الفلسطينية ورفض الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو أساس أي مسار سياسي عادل. كما أكد دعم قطر الشقيقة في مواجهة العدوان، في رسالة واضحة بأن التضامن الخليجي والعربي خيار استراتيجي لا حياد عنه.
وفي السياحة، تجاوز عدد الزوار 109 ملايين في عام 2023، متخطياً المستهدف التاريخي، لترسخ المملكة موقعها كوجهة عالمية رائدة وبيئة استثمارية جاذبة.
خطاب ولي العهد لم يكن بيانًا رسميًا بقدر ما كان عقد ثقة متجدّد بين القيادة والشعب. فالمواطن هو الغاية والوسيلة معًا: هو المستفيد من الإصلاحات، وهو شريك الدولة في صناعة المستقبل. ولهذا فإن كل رقم معلن يقابله أثر مباشر في حياة الناس.
في المحصلة، قدّم الخطاب خلاصة بسيطة وعميقة: بلدٌ يحمي قيمه وهويته، وينهض باقتصاده ومجتمعه، ويقف مع أشقائه، ويثبت على مبادئه. وهذه الخلاصة هي عنوان المرحلة المقبلة: أن نُحسن البناء على ما تحقق، وأن نُبقي البوصلة متجهة إلى الإنسان السعودي… لأنه كان وسيبقى عماد الرؤية وغايتها.





