المقالات

صنع في المستقبل… الفرصة لمن يبادر

في تحولات تاريخية تمر بها المملكة والعالم، اليوم تبرز رؤية 2030 كمنارة تضيء دروب المستقبل، معلنةً عن عصر جديد من الإبداع والابتكار. “صنع في المستقبل” ليس مجرد عبارة نتناولها في مقالنا هذا، إنما هي دعوة بصريح العبارة لكل مواطن ومقيم للمساهمة في بناء غدٍ واعد غدٍ يعتمد على سواعد أبنائه وتقنياتهم المبتكرة. هذه الرؤية الطموحة، التي أطلقها سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – ليست فقط خطة اقتصادية، إنما هي تحول جذري في الفكر والثقافة والعقلية الناضجة بالعلم والمعرفة، يهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الصناعات المحلية بكل مسارتها سواء كانت تحويلية أو غير ذلك، وتمكين الشباب السعودي ليصبحوا قادة المستقبل.

المملكة اليوم، وهي تخطو بثبات نحو تحقيق أهدافها، تفتح ذراعيها لكل من يملك الطموح والشغف للمساهمة في هذا التحول التاريخي. “صنع في المستقبل” يمثل فرصة ذهبية للمبادرين ورواد الأعمال لتحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية، تدعم الاقتصاد الوطني وتخلق فرص عمل جديدة. صنع في المستقبل نعني بها شراكة استراتيجية تكاملية حقيقية بين القطاعين العام والخاص، تهدف إلى توفير الدعم والتمويل اللازم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتمكينها من المنافسة في الأسواق العالمية.

علينا اليوم أن نبحث في كيف يمكن للمبادرين الاستفادة من الفرص التاريخية التي تقدمها رؤية المملكة 2030، وكيف يمكنهم المساهمة في تحقيق أهدافها الطموحة. رؤية المملكة 2030 تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي المتين إلى اقتصاد متنوع ومستدام، مما يفتح المجال أمام الشباب السعودي الطموح والمبادرين لتحقيق أحلامهم وتحويلها إلى واقع ملموس على أرض الواقع.

ولدينا العديد من القصص الملهمة للشباب السعودي الذين أسسوا شركات ناشئة في مجالات التكنولوجيا، مثل تطبيقات الهواتف الذكية والخدمات الرقمية. هؤلاء الشباب استطاعوا استخدام الابتكار والتكنولوجيا لتلبية احتياجات السوق المحلي والعالمي، ونجحوا في جذب الاستثمارات من داخل وخارج المملكة. هذا النجاح يعكس لنا كيف يمكن للمبادرين الاستفادة من الدعم الحكومي والبرامج التدريبية المتاحة لهم.

أما بالنسبة الى “صنع في المستقبل”، فهي تمثل نقطة تحول في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. من خلال تعزيز الصناعات المحلية وتطويرها، يمكن للمبادرين اليوم أن يلعبوا دورًا حيويًا في خلق فرص عمل جديدة وتحسين جودة المنتجات والخدمات. إذا تمكنا من استثمار هذه الفرص بشكل صحيح، فإننا سنكون قادرين على تحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.

إن مستقبل المملكة اليوم مليء بالفرص، ويجب علينا كأفراد ومبادرين أن نكون جزءًا من هذا التحول التاريخي. من خلال الابتكار والتعاون، يمكننا تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للجميع، وهذا ما تسعى إليه المملكة في إطار رؤية المملكة الطموحة.

يجب علينا اليوم أن ندرك أن المستقبل ليس فقط وجهة نصل إليها، إنما هو فرصة نصنعها بأيدينا من خلال العمل الدؤوب. الصناعة في الغد ليست تطور تكنولوجي، إنما هي تحول جذري في طريقة تفكيرنا وعملنا. إنها دعوة للمبادرين والمبدعين، لأولئك الذين يرون أبعد من الحاضر ويؤمنون بقوة الابتكار.

الفرصة الآن متاحة لأولئك الذين يجرؤون على التفكير بشكل مختلف وينظرون من خارج الصندوق، الذين يجمعون بين العلم والمعرفة والطموح، والذين يسعون لتحويل التحديات إلى فرص. المستقبل يتطلب منا أن نكون مستعدين للتغيير، وأن نتعلم باستمرار، وأن نتعاون بشكل تكاملي لبناء عالم أفضل وأكثر استدامة.

علينا اليوم العمل برؤية تشاركية تكاملية، لنصوغ من الصناعة المستقبلية قصة نجاح تروى بأفعالنا، ولنكن جزءًا فاعلًا في هذا التحول الذي سيضيء دروب العالم. فالفرصة سانحة لمن يبادر، والمستقبل مُلكٌ لمن يكدّ بإخلاص لتحقيق طموحاته، كل ذلك في كنف منظومة أكبر وأشمل، هي رؤية المملكة العالمية الطموحة التي ترسم لنا معالم الغد ومستقبله، وعلينا السعي والعمل بكل إخلاص وتفاني.

د. علي محمد الحازمي

خبير وباحث اقتصادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى