سعادة رئيس تحرير صحيفة مكة الإلكترونية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعتُ على ردّ الشركة السعودية للكهرباء على مقالي المنشور في صحيفتكم الغرّاء – مشكورين على نشره – بعنوان: (نظرة إلى ميسرة يا شركة الكهرباء) بتاريخ 18/08/2025م، حيث أشرتُ فيه إلى أنها تمنح مهلة 60 يومًا مع خيارات مرنة للسداد، وتلتزم بعدم فصل الخدمة خلال فترات الاختبارات الدراسية لفئة الاستهلاك السكني وفي شهر رمضان، وغير ذلك مما ورد.
وقد تبيّن من رد الشركة وإيضاحها لسياساتها وتقديمها عددًا من الحلول والتسهيلات مراعاةً لظروف المواطنين واحتياجاتهم، وهو أمر تُشكر عليه. ونظرًا إلى أن المستهدف بالخدمة هو المواطن الذي تؤكد الدولة وولاة أمرها – حفظهم الله – على التسهيل له، ونيل رضاه، وتوفير الخدمة له دون انقطاع، بدليل هذا الدعم اللامحدود للشركة منذ تأسيسها، فإن الناس – مع اختلاف دخولهم والتزاماتهم – يتطلعون إلى المزيد. والشركة لم تُقصّر في مراعاتهم، غير أن المواطن يطمح إلى تحقيق بعض المطالب، ولن تخسر الشركة لو استجابت لها، بل ستنال رضاهم وتكون قد استجابت للتوجيهات الكريمة.
ولذلك أود الإيضاح بما يلي:
أولًا: هناك فئة من المواطنين تمر أحيانًا بعجز في توزيع دخلها بين المعيشة والإيجار والنقل والطوارئ، وغالبًا ما تلجأ إلى قريب أو صديق للمساندة والدعم. وقد يأتي الدعم كاملًا أو جزئيًا حسب قدرة المتبرع. وينبغي فتح نافذة لذلك من خلال السماح باستلام هذه المساهمة وقيدها في حساب المستفيد، بدلًا من رفضها كما يحدث حاليًا. ويظل للشركة الحق بعد ذلك في المطالبة.
ثانيًا: ما ينطبق على ما ورد في أولًا ينسحب أيضًا على الفاتورة الثابتة، التي تُعد ميزة تمنحها الشركة للمواطن وفق معايير محددة، إلا أنها قد تتحول إلى عبء على بعض المستهلكين عندما تتجاوز قيمتها ما التزم به تجاه الشركة.
إن مرونة الشركة، خصوصًا في تجنّب فصل التيار في ذروة الصيف رحمةً بالضعفاء من السكان، مع تساهلها في قبول ما يُدفع في حساب المواطن، أمر محمود ومطلوب وإيجابي. وهو يخدم كذلك الضوابط الأمنية بحيث يكون أي دعم ضمن المسارات المحددة. وبما أن الأمر يحتاج إلى دراسة وتقييم، فإن المأمول هو إعادة النظر في ذلك.
والله من وراء القصد.
• مدير شرطة العاصمة المقدسة سابقًا






