المقالات

شخصية الحكم في زمن الـVAR

أثارت مباراة الاتحاد والنجمة في الجولة الثالثة من دوري روشن السعودي للمحترفين ببريدة، جدلًا واسعًا بعد إلغاء هدف حسام عوار بدعوى وجود تلامس بين المهاجم صالح الشهري ومدافع النجمة. قرار الحكم محمد الهويش – بعد عودته لمراجعة اللقطة عبر تقنية الـVAR – فتح الباب مجددًا للنقاش حول الاعتماد المفرط على هذه التقنية ودور الحكم الميداني.

بين الـVAR وشخصية الحكم

إذا كان الحكم الميداني سيُجرّد من قراراته ويكتفي بانتظار ما تمليه عليه غرفة الـVAR، فما الحاجة لوجوده أصلًا؟ من الأفضل – إذا استمر الحال على هذا النحو – أن يُسرع الفيفا بتطبيق فكرة الحكم الافتراضي المربوط مباشرة بتقنية الفيديو. فالحكم في الملعب ليس مجرد ناقل لقرار الشاشة، بل صاحب شخصية ورؤية يجب أن تحسم الموقف.

الهويش احتسب الهدف في البداية، وهو قرار منطقي، لكن استدعاء الـVAR عكس الصورة. العجيب أن مدافع النجمة لم يُبدِ أي رد فعل يُشير إلى إصابة أو ضرر، ورغم أن إصابات الكاحل خطيرة، فإن ردة فعله كانت طبيعية. ولو نظر الحكم إلى هذا الجانب لربما أعاد التفكير، فالتلامس كان طفيفًا وعاديًا في لعبة تُلعب بالأقدام، لا يرقى إلى إلغاء هدف في مباراة تنافسية بهذا الحجم.

مسؤولية لجنة الحكام

الأندية تستثمر أموالًا ضخمة لتجهيز فرقها، ومن الظلم أن تُهدر جهودها بسبب قرار خاطئ أو ارتباك تحكيمي. ومن هنا، من حق الأندية أن تطالب لجنة الحكام بعقد جلسات تقييم ونقاش بعد كل جولة. فما زالت هناك أخطاء بدائية لا تليق بدوري يحمل اسم روشن للمحترفين.

ما حدث للاتحاد قد يحدث لكل الأندية، لكن على الحكم أن يفرض شخصيته على التقنية؛ فالصورة في الـVAR قد تخدع، بينما العين المجرّدة أصدق. كرة القدم لا تخلو من احتكاكات طبيعية، ويجب حفظ حقوق الأندية عند احتساب أو إلغاء الأهداف.

ختامًا
الحكم شخصية قيادية داخل الملعب، وإذا فقد استقلاليته أمام تقنية الـVAR فسوف يخسر هيبته، وتخسر اللعبة عدالتها. وعلى لجنة الحكام أن تتعامل مع هذه المعضلة بجدية، فالجماهير والأندية معًا يريدون منافسة عادلة، تحفظ حقوق الجميع وترفع قيمة الدوري السعودي بين الدوريات العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى