المقالات

اليوم الوطني السعودي الخامس والتسعون: خمسة وتسعون عامًا من المجد والنهضة والرؤية المستقبلية

في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، تحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى اليوم الوطني، اليوم الذي سطّر فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيّب الله ثراه – أعظم ملاحم التوحيد، وأعلن قيام المملكة عام 1351هـ الموافق 1932م. ومنذ ذلك الحين، بدأت مسيرة المجد والعطاء، ليأتي اليوم الوطني الخامس والتسعون ليجسد خمسة وتسعين عامًا من الوحدة والنهضة والإنجاز، ويبعث في النفوس مشاعر الفخر والاعتزاز، ويجدد الولاء لهذا الوطن العظيم.

وفي هذه المناسبة الغالية، تستحضر الأجيال مسيرة الكفاح والبناء، وتستشرف آفاق المستقبل في ظل قيادة حكيمة تسعى برؤية واضحة إلى رفعة الوطن وراحة المواطن. وقد تجلت هذه الرؤية في المشاريع الكبرى التي تهدف إلى تطوير المملكة وتحويلها إلى وجهة عالمية في مختلف المجالات، مثل نيوم، المدينة المستقبلية التي تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والتنمية المستدامة، والقدية التي تمثل نموذجًا عالميًا للترفيه والثقافة والرياضة، ومشروع البحر الأحمر الذي يعكس طموح المملكة في السياحة البيئية والفاخرة، إلى جانب العديد من المبادرات الأخرى التي تعكس سعي المملكة نحو الابتكار وتعزيز مكانتها الاستثمارية والثقافية والرياضية.

وقد مكّنت هذه الإنجازات الشباب والمرأة، وعززت من فرصهم في المشاركة الفاعلة في التنمية، مؤكدة دورهم في بناء مستقبل مشرق يليق بتاريخ المملكة العريق. كما تتسق هذه الإنجازات مع المكانة العالمية للمملكة بصفتها عضوًا فاعلًا في مجموعة العشرين، ودورها في استقرار الاقتصاد العالمي، وجهودها الكبيرة في دعم مبادرات الطاقة النظيفة وحماية البيئة من خلال مبادرتي “السعودية الخضراء” و“الشرق الأوسط الأخضر”. كما تمثل المملكة، بما تحتضنه من الحرمين الشريفين، قبلة للمسلمين وموئل قلوبهم، وهو ما يجعلها تتحمل مسؤولية روحية وحضارية كبرى تجاه العالم الإسلامي، ويؤكد دورها القيادي في تعزيز القيم الدينية والإنسانية على مستوى عالمي.

إن اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو يوم يجدد فيه كل مواطن ومواطنة الولاء والانتماء للوطن، ويؤكدون العهد على البذل والعطاء ليبقى الوطن عزيزًا وقويًا، وتظل رايته خفاقة في سماء المجد. ففي هذا اليوم تتزين الشوارع والميادين بالأعلام الخضراء، وتصدح الألسنة بحب الوطن، وتقام الفعاليات الثقافية والفنية التي تعكس عمق تاريخ المملكة وتنوع ثقافتها.

ويواصل أبناء الوطن من الشباب والشابات والسواعد الواعدة العمل ليصنعوا مستقبلاً مشرقًا، حاملين راية الطموح والتميز إلى آفاق أرحب. وفي هذا اليوم الوطني، يتجدد عهد الولاء والانتماء بين الشعب وقيادته، مؤكدين أن تلاحمهم هو سر قوة المملكة واستمرار نهضتها نحو المستقبل بثقة وعزم.

وبمناسبة اليوم الوطني الخامس والتسعين، يرفع الشعب السعودي أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظهما الله – سائلين الله أن يديم على المملكة نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظ قادتها، ويزيدها رفعة وتمكيناً بين الأمم.

حفظ الله المملكة وقادتها وشعبها، وأدام عزها ومجدها ووحدتها، وجعلها ذخراً للإسلام والمسلمين.

##محمد_الأنصاري

د. محمد بن سليمان الأنصاري

أستاذ القانون الدولي - جامعة جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى