ها هو اليوم الوطني يحلّ علينا من جديد، حاملاً معه معنى الوفاء والاعتزاز بما تحقق على أرض المملكة العربية السعودية من منجزات حضارية، تتجدد مع كل عام بفضل قيادة واعية ورؤية طموحة، يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله–.
فعلى الصعيد الداخلي شهدت المملكة في السنوات الأخيرة تحولات نوعية في مختلف المجالات، حيث ارتفعت نسبة تملك المواطنين للمساكن إلى 63% مقتربة من الهدف المرسوم وهو 70%، كما أصبحت مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل تتجاوز 37%، متخطية المستهدفات السنوية، في حين انخفضت نسبة البطالة إلى 7.7% وهو أدنى معدل منذ أكثر من عقدين. كذلك توسعت مشاريع المستشفيات والمراكز الطبية، وارتفعت كفاءة الجامعات والبرامج التدريبية بما يواكب سوق العمل العالمي.
أما على الصعيد الاقتصادي فقد أولت القيادة الرشيدة اهتمامًا فائقًا بتنويع مصادر الدخل عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة، وتجاوز حجم الميزانية السنوية 1.2 تريليون ريال مع ضبط العجز في حدود 2% فقط. كما أُطلقت مبادرات كبرى مثل صندوق الاستثمارات العامة وشركة طيران الرياض لتعزيز مكانة المملكة كمحور اقتصادي وسياحي عالمي.
وفي مجال السياحة والرياضة، استقبلت المملكة عام 2023 أكثر من 106 مليون زائر، بينهم 27 مليون سائح دولي، وارتفع عدد المواقع السعودية المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو إلى سبعة مواقع، مما يعكس جهودها في إبراز هويتها الحضارية. كما خطف الدوري السعودي الأضواء عالميًا باستقطابه أبرز نجوم كرة القدم، وتكلل الجهد بفوز المملكة بحق استضافة كأس العالم 2034.
وعلى الساحة الدولية، عززت المملكة مكانتها العالمية من خلال استضافة قمم كبرى مثل القمة السعودية الإفريقية، وقمة الخليج وآسيا، وقمة السعودية الكاريبية، وغيرها من اللقاءات التي رسخت موقع المملكة القيادي، وصولًا إلى الفوز بتنظيم إكسبو 2030. كما دشنت المملكة مركز “مستقبل الفضاء” ليكون أحد أعمدة توجهها الاستراتيجي في مجالات الأمن والابتكار والعلوم.
كل هذه المنجزات ليست سوى محطات في مسيرة وطن يتقدم بخطوات واثقة. وكما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: “رؤية السعودية 2030 مسيرة وليست وجهة نهائية”، فإننا نعيش اليوم مرحلة متجددة من مراحل البناء الحضاري نفاخر بها العالم ونستمد منها قوة العطاء لمستقبل أكثر إشراقًا . ونحن نردد: “دام عزك يا وطن”.
رائع د فتحية الله يعز وطنا ويرفع رأسه أمثالك دكتوره