المقالات

التوحيد .. إرادة ملك ورغبة شعب

أ.د. عبد الله حسين الشريف

المشرف على الجمعية التاريخية السعودية فرع منطقة مكة المكرمة

حين يحتفي السعوديون حكومة وشعباً بيومهم الوطني(95)، فإنهم يحتفلون في اعتزاز وافتخار بتتويج مسيرة الملحمة التاريخية الفريدة التي قادها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله مؤسس المملكة العربية السعودية عبر 30 عاماً (1902-1932م) في تأسيس وبناء الكيان السعودي العظيم.

لقد جاء إعلان توحيد البلاد باسم المملكة العربية السعودية، بدلا من اسمها السابق مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، دليلا على تمام جهود التوحيد وضم البلاد وجمع العباد وتوحيد الصف وإئتلاف الكلمة.

لقد كان استعادة الملك عبد العزيز لملك آبائه وعاصمته الرياض هدفاً، وكان توحيد البلاد وجمع كلمة أهلها وتوحيد صفهم ولم شتاتهم والنهوض بهم تحقيقاً لرغبة الشعب في الوحدة والإستقرار والتطور بعد شتات وانقسام وحروب وتأخر غاية.

ولقد أراد الملك عبد العزيز بما عرف عنه من الحنكة والحكمة وبعد النظر أن يكون للشعب كلمته في رسم مستقبله، فاجتمع نخبة من رجال دولته وأبناء شعبه في مدينة الطائف ورفعوا للملك يطلبون منه أن يعلن توحيد البلاد باسم جامع هو المملكة العربية السعودية، وأن يسن نظام الحكم وتوريث العرش، بما يضمن الأمن وديمومة الوحدة و الاستقرار، وارسلوا للمناطق الأخرى يدعونهم لتأييد هذا المطلب الشعبي، فهبوا بمختلف شرائحهم من جميع المناطق يدعون ملكهم إلى ذلك، ورفعوا اليه في سبيل ذلك نحو600 برقية .

فأصدر الملك المؤسس رحمه من الرياض أمراً ملكياً عام 1932م بتوحيد المملكة باسم المملكة العربية السعودية، وأُعلن من مكة المكرمة ، فجاء الاسم معبراً عن هوية الدولة، فالمملكة من نظام الملك، والعربية من عروبة العنصر والأرض واللغة، والسعودية من آل سعود مؤسسي الدولة السعودية المباركة وأئمتها وملوكها الممتدة لقرون منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود .

إن احتفالنا كل عام باليوم الوطني الموافق 23 سبتمبر1932م ، هو إظهاراً للشكر لله سبحانه وتعالى على ما امتن به على هذه البلاد من نعمة الوحدة والأمن واجتماع الكلمة في ظل دولة مباركة تحمي العقيدة وتحكم الشريعة وتقود شعبها نحو العزة والرخاء والسعادة وجودة الحياة، وتصون الوطن وتتطلع دوما وبرؤية وطنية مستقبلية رائدة وغير مسبوقة الى تطوره وتقدمه وريادته.

سيظل المجتمع السعودي الأصيل معتزاً دوماً بدينه وقيمه وتقاليده السامية والعريقة، شاكراً لأن نعم الله، مخلص المواطنة والانتماء لوطنه السعودي العزيز، وموالياً لولاة أمره.

• أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى

أ.د. عبدالله حسين الشريف

أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة - ‏بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى