المقالات

مرآة اليوم الوطني السعودي

بُهرت كما بُهر غيري من السعوديين والمقيمين ، بطيب النتائج الملموسة في جميع الجوانب ، سواء الصغيرة أو الكبيرة منها الظاهر أو الباطن ، نعم بهرنا جميعا برقي هذا المجتمع السعودي العظيم ، وحسن ثقافته وأدبه الجم ، وغير مستغرب من شعب يحمل أرقى القيم والأداب وحسن التربية ، من البيت الى المدرسة إلى الشارع إلى المجتمع.

نعم هنا ثمرة اليوم تجنى ، من التعليم الذي قامت به الدولة ، التي حطت نصب عينيها الاستثمار في الانسان ، علمته حتى نضج وأصبحت الأمية من الماضي تقريبا ، لاتشكل أكثر من 2.5 في المائة وهذا رقم شبه معدوم بقياس الأمم. ويصقل هذا تربية وتعليم الأسرة لشباب اليوم ودور المسجد والمجتمع وكل مكان أصبح مكان صقل للأخلاق والمواهب والسلوك الحسن الجميل.

إنما رأيناه من تنظيم وإخراج وسلوك في اليوم الوطني ، شيء يثلج الصدر حقا ، وإطمئنان للأفئدة أن الجهود قد أثمرت بشباب كهذا ومجتمع راق على كل المستويات ، لدرجة أنني سمعت الكثير من المقيمين يتهامسون ويصرخون بهذا الأمر ، وحشود تدار بكل هذا التنظيم والرقي ، وحب لا يشوبه أي شائب لهذا الوطن من أبنائه ومقيميه ومرتاديه.

مبهر مبهر أيها الشعب السعودي العظيم ، فقد تميزت خلقا وثقافة وتعليم.

نعم في يومكم الوطني يوم الوطن الخامس والتسعين سطرتم للعالم أجمع أنكم تجاوزتم حضارتهم ذات المئات من السنين بل من لهم ألاف السنين تجاوزتوهم بمراحل ليست القليلة.

وإذا تلك الحضارات تميزت في صناعة آلات الحرب وتنوع وسائل القتل فأنتم تميزتم في صناعة الانسان وبقاء الحياة والعيش بكرامة وأمان وإطمئنان.

ففي الصحة وإجراء العمليات وبعث الحياة في أنحاء العالم من جديد وتحديدا في فصل التوائم الملتصقة ، نلاحظ أن أغلب بلدان العالم بها شباب تم فصلهم وتأهيلهم للحياة من جديد داخل مستشفيات المملكة العربية السعودية ، دام عزها ألاف عمليات القلب والجراحات المصتعصية تعالج داخل المملكة ، وفي أيام الحج والعمرة وبدون مقابل بل خدمة مجانية لضيوف الرحمن والشعوب اللتي لاذت بالمملكة عندما لم تجد العون من بلدانها.

في خمسة وتسعين عاما تحولت الصحراء إلى حدائق غناء ومزارع وارفة بكل الخيرات ، فمن كان يصدق أن تتحول الصحراء إلى منتج للزيتون ومشتقاته في سنوات محدودة.

خمسة وتسعين عاما تحولت كثبان الرمال الى ابراج تعانق السحاب وجمال يسر الناظرين ، ومن جون لاهب الى أجواء مكيفة ترتعش منها أحياننا بردا فلا حر لاهب ولا غبار قاتم ولا رمال زاحفة.

خمسة وتسعون عاما تحولت الطرق المرملة الى طرق متعددة المسارات وعلى أعلى المواصفات العالمية وصيانتها اللحظية التي لا تتأخر.

خمسة وتسعون عاما تتحول الصحراء الى أنهار بمياه التحلية من الخليج العربي والبحر الأحمر ، وفي عز الصيف وفي غياهب الصحراء يأتي ماء البحر عذبا باردا ، إنها اسطورة العصر.

خمسة وتسعون عاما يتحول الشاب السعودي من ركوب الجمل والحصان والحمار الى إمتطاء أفخم المركبات والقطارات والطائرات والبواخر حتى للترفيه زودا عن قضاء هوائجه. ومن اللبس البالي إلى أفضل ما صنع في العالم من القطن والصوف وغيره.

خمسة وتسعون عما تتقدم السعودية الى أوائل العشرين دولة في قوة الاقتصاد العالمي ، ومن الأوائل في الحكومات الألكترونية ، ومن الأوائل في الأرقام القياسية في المياه المحلاة وإنتاج الكهرباء وغيرها الكثير.

خمسة وتسعون عاما لتحول شعبها من بؤساء إلى الأوائل في السعادة عالميا.

ومن أفقر العالم إلى أن أصبحت أسر كثيرة سعودية من أغنى الأغنياء بلا شك أنهم أذكياء ، فقد تعلم أجدادهم الصبر والتحمل من جمالهم وقسوة بيئتهم ليعلموها لأبنائهم. نعم التلميذ يتغلب على أستاذه.

خمسة وتسعون عاما يحولون الرمال الى ذهب الى زجاج يسر الناظرين ، من بطون الكثبان يستخرجون الطاقة الذهب الأسود ويمدون بها العالم لتضيء ديارهم وتحرك معداتهم. حرور صحرائهم يحولونها لطاقة ( الطاقة الشمسية ) تخدم الانسان وترفهه

من أقوام متناحرة إلى أمة متألفة نابذه كل أنواع الفرقة والتناحر ، حتى أصبحت مضرب مثل في الآمن والأمان والتأخي.

حتى الحيوانات أصبحت آمنة في براريها منعمة في عيشها.

وما أوردته قليل من كثير وغير مستغرب على آل سعود وشعبهم الأبي العظيم.

الذين طوروا الحرمين الشريفين ليصبح المسجد الحرام أكبر صرح ديني بالعالم وأطهر بقعة وأذكى مكان لدرجة أن سجاده أصبح ذكيا.

المسجد النبوي ويحتل المركز الثاني عالميا ، تهوي إليهما أفئدة العالم أجمع وتصبح وجهة العالم بأسره بل الكل يحلم ويتمنى زيارتها ودخولها.

ليس مستغرب على بلد دستوره رباني ( القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة) بينما دساتير كل العالم وضعية.
لا بلد الا وقد أكل من خيرها ، وقال ملوكها وقادتها نعطي والله يعطي قول عظيم من رجال عظام خيرين.

حمدا يليق بجلالك يا رب حتى ترضى وحين الرضا وبعد الرضا.

﴿وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ﴾ [إبراهيم: 7]

عبدالملك محمد ابن عميرة الذويبي

باحث في علم الفلك والتقويم الزراعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى