المقالات

ماذا يريد المعلمون والمعلمات في يومهم العالمي؟

في الخامس من أكتوبر من كل عام، يقف العالم بأسره احتراماً وتقديرا للمعلم في يومه العالمي ليحتفوا بذلك النور الذي يشق ظلمات الجهل، وتلك اليد التي تزرع بذور المعرفة في عقول الأجيال. إلا أنه يقف خلف كواليس هذا اليوم ذلك السؤال المشروع الذي يُطرح في كل عام : ماذا يريد المعلمون في يومهم العالمي؟! هل ينتظرون الورود المزيّنة بالشرائط،أم الكلمات التي تُسطَّر في بطاقات التهنئة؟ أم أنهم يطلبون شيئًا أعمق من ذلك بكثير؟ وهنا سأقف قليلاً وسأحاول أن أنقل ما يهمس به صُنّاع العقول وهُداة الأجيال في هذا اليوم، وما هي الأمنيات التي تتجاوز باقات الورد وكلمات الشكر والثناء؟ خاصة وأنني أحد الذين ساقهم القدر إلى هذه المهنة منذُ قرابة ثلاثين عاماً.

فإذا ما أردنا أن نقف أمام ذلك السؤال المدوي، فإن المعلّم يريد أن يكون موضع تقدير لا من أجل ذاته فحسب، بل من أجل الرسالة التي يحملها تقديراً اجتماعياً ومعنوياً ووظيفياً ،وذلك بأن يُعاد لمهنته مكانتها السامية في قلوب الناس وعقولهم ،كما يريد أن يُنظر إليه كخبير يُؤخذ برأيه في صياغة السياسات التعليمية، لا مجرد مُنفذ لقرارات تُتخذ بعيداً عن واقع الفصل الدراسي الذي يتعايش معه كل يوم ، وأن يُعامل كشريك في صناعة المستقبل، وصوتًا يُسمع في صياغة السياسات التعليمية، ويدًا تشارك في رسم الخطط. لا مجرد موظف يؤدي واجباً وكأنه رجلاً آلياً ينفذ ما يدخل في حاسوبه من أوامر .!

وأكثر من ذلك، يريد المعلم
بيئة تعليمية تحترم إنسانيته قبل مهنته ، ويريد فصلًا يملؤه الدفء والإمكانيات، فصلاً جاذباً لطلابه ووسيلة لتحليق الأفكار. فصلاً به أدوات تمكّنه من الإبداع، وتقنيات ترتقي بتجربة التعليم إلى آفاق تناسب عصر التحول الرقمي ليكون هذا الفصل ملاذًا للإلهام، لا ساحة للإرهاق، حتى يرى صدى جهده في عيون طلابه، ويشعر بأن كل حرفٍ غرسه في عقولهم لم يذهب سدى.

ومسك الختام فإن المعلمين والمعلمات لا يطلبون رفاهية زائلة، ولا ورود تذبل قبل انقضاء ساعتهم السبع الكئيبة التي فرضها عليهم برنامج حضوري ، بل يربدون بيئة تُعينهم على أداء رسالتهم، وحقوقًا تحفظ لهم كرامتهم، ودعمًا يخفف عنهم أعباء المهنة الثقيلة، وأن يكون المجتمع عونًا لهم، يرى فيهم بناة وطن وحَمَلة أمانة، لا مجرد موظفين يؤدون واجبًا روتينيًا ، فالمعلم ليس مجرد صانع أجيال، بل هو مهندس للحضارة، وروح للتقدم، ونبض للأمل في عالم يتغير بسرعة كسرعة قرارات وزارته الموقره .

وخزة قلم
من غير المعقول أن يُطلب من صانع المستقبل أن يتعايشوا مع مستقبل غامض لا يستطيعون التنبؤ بما تخفيه الأيام القادمة لهم .

عبدالرحمن العامري

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لست معلما ولكنني فعلآ ارى معاناة المعلمين وخاصتا ممن تم تعينهم في مناطق ومحافظات بعيده عن مقر سكنهم هل تعلم وجارتها الموقره انهم يخرجون من بيوتهم الساعه الثالثه والنصف والرابعه فجرا ويعودون لمنازلهم وقت صلاة العصر من الظلم تطبيق نظام يصب في مصلحة الوزاره ضاربين بالمعلم عرض الحائط فأين الأمان الوظيفي الاستقرار كيف تريد منهم أن يكونوا مبدعين وأنت لم تستمع لهم او تلبي بعض من طلباتهم وهو نقلهم بالقرب من مقر إقامتهم ناهيك عن مايصرفونه من رواتبهم من تفعيل في المدرسه وشراء اجهزه مساعده في تعليم الطلاب وكل هذا بلاشكر او تقدير لهم سوى يوم عابر اسموه يوم المعلم فحسبكم الله ونعم الوكيل

اترك رداً على احمد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى