المقالات

كعكة يوم المعلم.. بلا لون ولا رائحة..

✍️ جمعان البشيري 

في كل عام، في الخامس من أكتوبر، تُقام الاحتفالات، وتُقطع الكعكات، وتُتلى الخُطب التي تبدأ بعبارة “قم للمعلم وفّه التبجيلا”، ثم ينتهي اليوم كما بدأ، بلا لون ولا رائحة، تمامًا ككعكة المناسبة التي تُعرض للصور أكثر مما تُقدَّم للمعلمين أنفسهم.

لقد أصبح يوم المعلم مجرد مشهد بروتوكولي تتكرر تفاصيله سنويًا، بينما يظل جوهر التكريم مفقودًا. فبينما تُعلن وزارة التعليم عن “الشراكة المجتمعية” بين المدرسة والمجتمع، لا يلمس المعلم من هذه الشراكة شيئًا سوى الشعارات المنمقة.

أين مؤسسات المجتمع المدني؟ أين الشركات الكبرى والبنوك والمستشفيات والنوادي الرياضية؟

هل من المنطقي أن تمر مناسبة كهذه دون مبادرة واحدة تُشعر المعلم بقيمته؟

لو سألنا بصدق:

‏ماذا قدمت المؤسسات والمجتمع للمعلم؟

‏الجواب سيكون محرجًا للغاية، لأن الواقع يقول: لا شيء يُذكر!

المؤسسات التجارية التي تتفنن في عروضها على “البيتزا” و”القهوة” و”اليقطين” لم تتذكر المعلم حتى بخصم رمزي أو كوب مجاني في يومه العالمي. وكأن من يُعلّم أبناءهم لم يعد يستحق حتى رشفة تقدير!

ثم أين إدارات التعليم وروح المبادرة التي يُفترض أن تقود هذه الشراكات؟

لماذا لا نرى اتفاقيات مع وكالات السيارات تمنح المعلمين خصومات خاصة؟

‏لماذا لا تُقدَّم اشتراكات مخفّضة في النوادي الرياضية أو القنوات الترفيهية؟

‏ولماذا لا تُوجد بطاقات تموينية بتخفيض رمزي تتيح لهم مزايا في المستشفيات الأهلية أو المحال التجارية كما هو معمول به في دول تُدرك قيمة المعلم الفعلية؟

أما الوزارة، فدورها في أغلب الأحيان لا يتجاوز إصدار تهنئة رسمية وتصريح يُعيد الجمل ذاتها: “المعلم هو الركيزة الأولى لبناء الوطن”.

جميل، لكن الركائز لا تُبنى بالكلمات، بل بالأفعال، بالتحفيز، بالاحترام الملموس لا المطبوع على لوحات الشكر.

لقد آن الأوان لأن يتحول يوم المعلم من احتفال فولكلوري إلى برنامج وطني حقيقي يُعيد الاعتبار لهذه المهنة، ويمنح المعلم امتيازاته التي يستحقها.

فالكعكة بلا لون ولا رائحة لا تُؤكل… كما أن التكريم بلا مضمون لا يُقنع

#يوم_المعلم

#اليوم_العالمي_للمعلم

جمعان البشيري

محرر صحفي - جدة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نسأل الله الإخلاص في العمل
    اللي يعمل علشان أحد يكرمه يراجع نفسه

اترك رداً على عبدالله الثمالي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى