نشر الكاتب أسعد عبدالكريم الفريح مقالاً على صفحات مكة الإلكترونية بعنوان :
” كل دا كان ليه؟ ”
يوم الاثنين15 / 4 / 1447هـ ،الموافق 6 / 10 / 2025.
الرابط:
https://www.makkahnews.sa/5475834.html
لأول وهلة عندما قرأت عنوان المقال؛ ظننت أن الكاتب أسعد عبدالكريم الفريح سيعيد البحث عن مطربٍ يُنشدها من جديد، غير عبدالوهاب ليشنّف بها مسامعنا، ويعيد إلى الوجدان زمناً كانت فيه الأذن تميّز بين الطرب الأصيل والضجيج المفتعل..!
ولكن ما إن توغلت في سطور المقال حتى أدركت أن الكاتب قد اقتنص هذا العنوان البديع، لا ليحاكي لحنًا قديمًا، بل ليوقظ فينا الذاكرة ويهيئنا لرحلةٍ بين محطاتٍ من الماضي الجميل والحاضر المتحوّل، رحلةٍ تجمع بين الشجن والدهشة، وبين الحنين والفخر.
ومن هنا تذكّرت المطرب سيد درويش في أغنيته الخالدة:
“أهو دا اللي صار،
وادي اللي كان..
ملكش حق تلومي عليّا…”
فكما عبّرت تلك الكلمات عن تبدّل الأحوال ومفارقة الأزمنة، جاء مقال الأستاذ أسعد الفريح ليؤدي الدور ذاته، في استعراضٍ ذكيٍّ وشفّافٍ لتحولات المجتمع السعودي من زمن الراديو ذي «الشنطة» إلى عصر الرؤية الرقمية، ومن زمن المنع والاحتراز إلى زمن الانفتاح الواعي والثقة المجتمعية.
لقد كتب الفريح مقاله بلغةٍ تمزج بين السرد و “النوستالجيا” -الحنين إلى الماضي – أي الشعور العاطفي العميق الذي يدفع الإنسان لتذكّر أيامٍ أو أماكن أو أشخاص مضوا، مصحوبًا بمزيج من الأسى..والدفء ..والاشتياق..!فأخذنا الفريح في رحلة داخل الذاكرة، حين يستدعي القلب تفاصيل الأيام الجميلة التي لا تعود ..!
ومزج بين الإرث و الرؤية، فاستحضر الماضي ليضعه في ميزان الحاضر، وكأنه يهمس في أذن القارئ: تأمل، قارن، وابتسم… كل دا كان ليه؟
وكأن القراءَ الكرامُ يرددون بصوت جماعي من خلفه في “كورال ” أغنية سيد درويش :
” أهو دا اللي صار،
وادي اللي كان..
ملكش حق تلومي عليّا…!! “
فجاء مقاله شهادةً على وعي جيلٍ عاصر التحول بأكمله، واحتفى بمرحلةٍ يعيشها اليوم بكل اعتزاز، حيث أصبح الممكن واقعاً، والممنوع بالأمس تجربةً ناضجةً اليوم، فبدا النص لوحةً فكرية تتقاطع فيها ملامح الإعلام والثقافة والمجتمع تحت ظلال وطنٍ يسير بثقة في عهد الرؤية.
إنه مقال لا يكتفي بالتوثيق، بل يحرض على التأمل، ويزرع فينا سؤالاً جميلاً بقدر عمقه:
هل كان كل ذلك المنع، وكل تلك المخاوف، إلا فاصلاً قصيراً في طريق النضج ؟
تحية تقدير لكاتبٍ جعل من عنوان أغنيةٍ جسراً بين زمنين، ومن المقال نفسه سيمفونية وعي ووفاء وحنين..!
لله درك أبا سعود
شهادتي فيك مجروحه فقد أبدعت واجدت فن التحليل والاقتباس
أنا ممن يتابع كتاباتك الجميله واختياراتك الرائعة وفنك المنفرد عن باقي السرب
كما ان لك بعض القصائد التي لم تر النور فلا تحجبها عن متذوقي الفن والإبداع
ربي يسعدك ويوفقك
واتمنى لك مزيداً من التقدم والتفوق والنجاح