في لحظةٍ نادرة من تاريخ الدبلوماسية الحديثة، تجلت حمامة السلام التي ظهرت في سماء شرم الشيخ قبل يومين، لا كرمزٍ عابر، بل كصوتٍ نابع من إرادةٍ صادقة حملت روح المملكة العربية السعودية ورسالتها إلى العالم. تلك الحمامة لم تولد من فراغ، بل دارت رحاها من الرياض، بقيادة قبطانها الماهر وعراب السلام، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، الذي أعاد تعريف مفهوم القوة الناعمة والسياسة الرشيدة في زمن مضطرب.
السعودية .. بوصلـة العالم نحو سلامٍ عادل
حين خفتت الأصوات وتعالت أصداء الحروب، كانت المملكة هي من أعادت ترتيب المشهد الدولي بخطواتٍ واثقة، تدفع نحو الاعتراف الدولي العريض بدولة فلسطين، باعتباره الخطوة الأولى الحقيقية لقمة السلام.
فالموقف السعودي لم يكن رد فعلٍ، بل صناعة موقف، وميلاد رؤية، وإحياء لإرثٍ ممتد من مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز – طيب الله ثراه – لتبقى المملكة وفية لمبدئها: لا استقرار دون عدل، ولا سلام دون كرامة.
لقد أدرك الأمير محمد بن سلمان أن اللحظة التاريخية لا تنتظر، فقاد بذكاءٍ وهدوءٍ موجة الاعترافات الدولية التي توالت من الشرق والغرب، لتتحول المبادرة السعودية من مجرد دعوة إلى قناعة أممية بأن الاعتراف بفلسطين هو مفتاح السلام، لا عائق أمامه.
من الرياض إلى شرم الشيخ: طريق ممهد بالثقة والرؤية
قمة شرم الشيخ لم تكن سوى تتويجٍ لمسارٍ بدأته المملكة بخطواتٍ مدروسة؛ لقاءات، اتصالات، ومشاوراتٍ حثيثة جمعت العواصم الكبرى حول طاولةٍ واحدة، وجعلت من السعودية محور ارتكازٍ إقليمي ودولي، يقود التوازن بين الواقع السياسي والمطلب الإنساني. فكانت الرياض البداية، وشرم الشيخ الانطلاقة نحو مرحلة جديدة، تعيد للأمل بريقه، وللقضية الفلسطينية مركزها في الضمير الإنساني العالمي.
وقد جاءت القمة ثمرة لجهودٍ متواصلة بذلها الأمير محمد بن سلمان، توجت بدعم عربي ودولي واسع، وبتحول حقيقي في لغة الحوار الدولي، من إدارة الأزمات إلى صناعة الحلول.
🕊️ عراب السلام ورؤية 2030: سلام من أجل الإنسان
لم يكن تحرك ولي العهد وليد أزمةٍ عابرة، بل نابعًا من رؤية 2030 التي جعلت السلام والتنمية وجهين لعملةٍ واحدة.
فالمملكة ترى أن بناء المستقبل لا يتحقق في ظل نزاعاتٍ مفتوحة، وأن الأمن الإقليمي لا يمكن فصله عن العدالة للشعب الفلسطيني. ومن هنا، برزت قيادة الأمير محمد بن سلمان كجسرٍ بين الشرق والغرب، يجمع المتناقضات، ويوحد الصفوف، ويذكر العالم أن السلام لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى رؤية، وشجاعة، وموقفٍ أخلاقي واضح.
رسالة المملكة إلى العالم: لا سلام بلا فلسطين
لقد حملت السعودية إلى قمة شرم الشيخ رسالة واضحة:
الاعتراف بدولة فلسطين ليس منة سياسية، بل واجب إنساني، وخطوة أولى نحو مستقبلٍ أكثر استقرارًا وعدلًا
وهكذا، تحولت حمامة السلام التي حلقت فوق القمة إلى شاهدٍ رمزي على أن التحول العالمي نحو الاعتراف بفلسطين لم يكن مصادفة، بل ثمرة جهدٍ سعودي متواصل، وسياسةٍ متزنة يقودها رجل الدولة الشاب الذي يجمع بين الحزم والرؤية، وبين الطموح والإنسانية.
من الحلم إلى الفعل
من الرياض إلى شرم الشيخ، ومن الرؤية إلى الواقع، تكتب السعودية فصلًا جديدًا في تاريخ المنطقة، عنوانه:
“سلام يبنى على العدل .. ويروى من أرض الحرمين”
سلام حملته حمامة سعودية بأجنحةٍ بيضاء، رسم مسارها محمد بن سلمان بثبات القائد، وإيمان العارف أن السلام الحقيقي يبدأ من قلبٍ صادقٍ، ويزهر في أرض تنادي بالحق



