المقالات

المعلم المحتفى به !!

أحتفل العالم بيوم المعلم اعترافاً بفضل المعلم ومكانته في في الحياة البشرية ، فهو صاحب الفضل في كل نجاح ، وهو العمود الفقري للتعليم ، وقد وضعت اليونسكو هذا اليوم لتحسين وضع المعلم ووضع معايير وأسس محددة للمعلمين والمعلمات ، تقديراً لدورهم الحيوي في بناء الأجيال ومساهمتهم في تنمية المجتمع ، وزيادة الوعي بأهمية مهنتهم التعليمية ، وتعزيزها وتحسين مستواهم العلمي والمادي ، ومشاركتهم همومهم ومشاكلهم وتذليل الصعوبات أمامهم، لكن مايتكرر كل عام لدينا هي فعاليات تبدأ بكلمات في الطابور الصباحي ؛ وتوزيع شهادات شكر وتقدير إن وجدت ؛ وبعض الكلمات والتغريدات في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة من المسؤولين في التعليم وغيرهم ، وانتهى اليوم دون فائدة تذكر للمحتفى به ، ولم يعد لهذا اليوم قيمة عند المعلم والمعلمة ، لأنه أصبح روتين ملّ الجميع منه ، بل أن بعض المدارس لا تُقام فيها أي فعاليات فالأمر لا يعدو كونه شعاراً فقط ، يتكرر دون أن يجني المعلم والمعلمة ما يسهم في تحقيق تطلعاتهم لتقديم العمل الأفضل الذي يفيد الطالب والطالبة .
المعلم والمعلمة يحتاجون إلى رعاية واهتمام ، فما يمرون به خلال اليوم الدراسي من ضغوط تؤثر على نفسياتهم وبالتالي على عملهم ، بسبب ما يواجهونه من الطلاب والطالبات ، وكثيرٌ ممن ينتقد المعلم والمعلمة تراهم يتضجرون من تربية أبنائهم ، ويتهربون من البقاء في المنزل ، وترك المعاناة على والدتهم ، وما علم هؤلاء بما يمر به المعلم والمعلمة من عناء مع خمسة وثلاثين طالب أو طالبة في الصف الواحد، وأكثر من ثلاثمائة طالب أو طالبة في المدرسة ، خاصة في المرحلة الابتدائية.
إن المعلم والمعلمة بحاجة إلى التكريم الفعلي وليس القولي فقط ، وذلك بتسخير جميع الإمكانات وتسهيل سبل الراحة لهم ، ليقدموا أفضل ماعندهم لطلابهم ، وعدم افتعال أنظمة جديدة لإثقال كاهلهم والتضييق عليهم وفي النهاية يثبت عدم جدواها وفشلها ويتم إلغاؤها .
إن المعلم والمعلمة بحاجة إلى تفعيل التأمين الصحي، والنوادي الترفيهية، وتقديم الحوافز التي تشجعهم على العطاء الأمثل من خلال التعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة، لوضع ميزات تشجعهم على القيام بعملهم خير قيام ، وحتماً فإن المستفيد أولا وأخيراً هم أبناؤنا الطلاب والطالبات .
لقد دأب البعض -هداهم اللّٰه – إلى التجاوز بحق المعلم والمعلمة والانتقاص من دورهم وعملهم في تنشئة الأجيال ، وقللوا من عطائهم وتفانيهم في عملهم ، وطالبوا بالتضييق وتشديد الرقابة عليهم ، وما علموا أنهم بهذا العمل يؤثرون على أبنائهم الطلاب ، فالمعلم الذي يدخل على طلابه وهو مشوش الأفكار سيكون ذلك مؤثراً على عطائه والعكس صحيح .
وأخيراً فإن علينا جميعاً احترام المعلم وتكريمه بما يليق به ، فكلنا في هذا الوطن نهلنا من علمه وتربينا على أخلاقه، فأصبح منا الوزير والعالم والمثقف والطبيب والجندي وغيرهم .
قال عليه الصلاة والسلام : إن اللّٰه وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت بيصلون على معلم الناس الخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى