الذكاءُ الاصطناعي هذه التقنيةُ الحديثة التي غزت العالم وتطوّرت في وقتٍ قصير، وهي تقنيةٌ تحويلية مكّنت الآلات من أداء مهام حلّ المشكلات بطريقة تشبه إلى حدٍّ بعيد البشر، وتعمل على إنشاء المحتوى والتنبؤات اعتمادًا على البيانات. وتدرّج هذا العمل حتى وصل إلى إنشاء محتوى وعناصر جديدة مثل الصور ومقاطع الفيديو والنصوص والصوت، كلّ ذلك بأوامر نصية بسيطة، حتى بلغ الذكاء الاصطناعي تطورًا كبيرًا في توليد لغة بشرية ومحتوى جديد ومصنوعات رقمية بطريقة تشبه الإنسان. ويمكن أن يُنشِئ نصًّا تلقائيًا من رسائل البريد الإلكتروني إلى التقارير المعقدة، وتطوّر حتى أصبح ينتج كلامًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي يشبه الكلام الطبيعي للبشر، وكل ذلك ساعد الكثير من المؤسسات والشركات والأفراد في تسهيل مهامهم العملية.
ومع هذا التطور فإن استخدام الذكاء الاصطناعي له إيجابياته وسلبياته؛ فمتى كان استخدامه للبناء والوصول إلى الأهداف النبيلة، فإن ذلك سيكون في مصلحة الفرد والمجتمع وستكون له إيجابياته. أما إذا تم استخدامه فيما يضر، فإنه سيكون سلبيًا على الفرد والمجتمع. وهذا ما يحدث اليوم من استخدامه من بعض ضعاف النفوس في التضليل والتزييف لأهداف ونوايا سيئة، وقد بلغت جرأة بعضهم استخدامَ شخصيات دينية واجتماعية وثقافية وسياسية لتنفيذ أهدافهم الشريرة؛ حيث يتم استخدام تلك الشخصيات في الفتوى المضللة، والإعلانات التسويقية لمنتج، أو دعاية لعلاجات شعبية، بل وصل بهم الأمر إلى الترويج لأدوات التجميل وغيرها. وهذا العمل يعتبر استخفافًا بتلك الشخصيات، وفي اعتقادي أن ما دفعهم إلى ذلك هو عدم وجود عقوبات رادعة لتلك المخالفات، رغم أن من حق المتضررين أخذ حقوقهم عن طريق المحاكم أو الجهات المسؤولة.
إننا أمام مشكلة قد يراها البعض صغيرة، لكنها ستكبر مع مرور الزمن، وسيستغل ضعاف النفوس ذلك للتدخل في حياة الناس الخاصة واتهامهم بالباطل، خاصة إذا علمنا أن هناك أشخاصًا تعوّدوا نشر كل ما يصل إليهم دون التثبّت من صحته لزيادة أعداد المتابعين لهم. وعندما تتسع هذه المشكلة ويكثر المخالفون فلن تستطيع أي قوة إصلاح ما فسد، وكلنا أملٌ ألا نصل إلى هذه اللحظة المؤلمة والدخيلة على مجتمعنا وقيمنا.






