المقالات

السمات الواجب توفرها في القائد الناجح

المقالة الثانية

بعد أن استعرضنا في المقالة السابقة مفهوم العلامة الشخصية للقائد وكيف أصبحت عملية استراتيجية شاملة تعتمد على الجوهر الحقيقي والأداء الملموس – حيث أكدت إحصاءات أن 92% من المهنيين في الشرق الأوسط يرون أن العلامة الشخصية الجيدة تسهم بشكل فعّال في تسويق الفرد في سوق العمل – ننتقل في هذه المقالة إلى استكمال البناء القيادي عبر استعراض أهم ثلاث سمات للقائد الناجح: السمات الجوهرية، والسمات الشخصية، والسمات القيادية.

أولاً: السمات الجوهرية للقائد الناجح

تُشكّل السمات الجوهرية الأساس المتين الذي تبنى عليه مصداقية القائد. فالسمة الجوهرية ليست مجرد مظهر خارجي، بل هي – وفقاً لروبرت سفير – علامة ثقة وضمان تمثل وعداً حقيقياً من القائد لجمهوره.

ولتحقيق البناء المتين للسمات الجوهرية خلال المئة يوم الأولى، يجب على القائد التركيز على ثلاث ركائز أساسية: الأداء القوي، المظهر المناسب، والتعبير الواضح عن الرؤية. ويتحقق هذا عبر منهجية عملية تشمل:

1. إعطاء الوعد: بعد تحديد عناصره بدقة
2. مواصلة التأكيد: على الالتزام المستمر بالوعد
3. ممارسة الوعد: من خلال التعايش العملي مع الالتزامات
4. دعم الوعد: بالتأكيد على القيم المميزة

ولضمان فعالية هذه السمات، على القائد الناجح تنفيذ المهام التالية:

· تحديد المجتمعين الداخلي والخارجي وفهم اهتماماتهما
· رصد الإنجازات التي تلبي توقعات هذين المجتمعين
· تحليل الظروف المحيطة محلياً ودولياً
· صياغة وعد يعكس اهتمامات الجمهور ويتوافق مع خطة المئة يوم
وهكذا تُبنى السمة الجوهرية للقائد على أساس متين من الثقة والمصداقية.

ثانياً: السمات الشخصية للقائد الناجح

تمثل السمات الشخصية الانطباع الفريد الذي يعكس الصفات الحقيقية للفرد، وهي في عصر الثورة الرقمية أصبحت بمثابة العلامة التجارية للقائد. وتنقسم هذه السمات إلى أربعة محاور رئيسة:

· السمات الجسمية: الصحة، النشاط، والطلاقة اللفظية
· السمات العقلية: الذكاء، الثقافة، وحسن اتخاذ القرار
· السمات الانفعالية: الثقة بالنفس، ضبط النفس، والمشاركة الوجدانية
· السمات الاجتماعية: مهارات التواصل، التعاون، والذكاء الاجتماعي

ولبناء سمة شخصية متميزة، يمكن للقائد اتباع الاستراتيجية التالية:

· رفع مستوى الظهور عبر المشاركة في المؤتمرات والكتابة المتخصصة
· التواصل الفعّال مع الجمهور وفهم كيفية نظر الآخرين له

وذلك من خلال ثلاث خطوات عملية هي : تقييم الذات، تحديد الهوية، ثم تحديد المهمة التي تميزه.

ثالثاً: السمات القيادية

تكمل السمات القيادية الصورة النهائية للقائد الناجح، حيث تعكس قيمته الحقيقية وتضمن التوافق بين رؤيته لنفسه ورؤية الآخرين له. ويمكن تطوير هذه السمات عبر:

1. تحديد النتائج المرغوب تحقيقها خلال المئة يوم الأولى
2. اختيار الخصائص القيادية التي يريد أن يُعرف بها
3. صياغة تعبير مختصر يجمع جميع العناصر

وفي الختام من المهم الإشارة إلى أن على القائد الناجح أن يجمع بين هذه السمات الثلاث في تناغم متكامل:
١) السمات الجوهرية لبناء المصداقية،
٢) والسمات الشخصية لصنع الهوية المميزة،
٣)والسمات القيادية لتحقيق التأثير.
كما عليه التميز بالاستباقية، الانبساطية، والانفتاح على النقد البناء، مما يعزز من صورته الذهنية لدي البيئتين الداخلبة والخارجية ويمكنه من القيادة الفعالة خلال المئة يوم الأولى وما بعدها.

أ.د. عصام يحيى الفيلالي

أستاذ سابق – جامعة الملك عبدالعزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى