المقالات

برنامج إذاعي على خطى ” ذكريات “

في عالم الإعلام المتجدد والمتطور باستمرار، تظل الذكريات والبرامج القديمة منارة تضيء دروب الحاضر والمستقبل، فهي ليست مجرد محتوى ماضي بل هي تراث ثقافي واجتماعي يعكس ملامح زمن مضى، ويعبر عن قيم وأحاسيس عاشها المجتمع بكل تفاصيله. خلال أمسية جمعتني مع نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والفنانين والدبلوماسيين، وفي زيارة خاصة للإعلامية القديرة الأستاذة دلال عزيز ضياء، طرحت فكرة مبتكرة من الإعلامية القديرة الأستاذة دلال عزيز ضياء، وأثارت فيّ الكثير من الحماس والتفكير العميق، وهي إعادة إحياء البرامج الإذاعية القديمة من خلال برنامج إذاعي جديد يحمل روح الماضي ويعيدها إلى الحاضر على خطى البرنامج التلفزيوني الشهير “ذكريات”. هذا الاقتراح والفكرة المبتكرة من قبل الأستاذة دلال ليس مجرد فكرة فقط، إنما فكرة وجسر يربط بين الأجيال، ويعيد تعريف الهوية الإعلامية بأسلوب مبتكر يجمع بين الأصالة والحداثة.

لا شك بأن البرامج الإذاعية القديمة تحمل في طياتها تراثاً غنياً من القصص، الأغاني، الحوارات، والأحداث التي شكلت جزءاً من حياة المستمعين، وكانت شاهدة على تحولات اجتماعية وثقافية مهمة. إعادة بث هذه البرامج من خلال برنامج إذاعي مخصص يمثل فرصة ذهبية لإحياء هذا التراث، وتعريف الأجيال الجديدة به، مما يعزز من الوعي التاريخي والثقافي لديهم. البرنامج المقترح والمبتكر يمكن أن يدمج بين التقديم المعاصر والتسجيلات الأصلية، مع إضافة تحليلات ومداخلات من خبراء وأعلام في مجال الإعلام والثقافة، ليصبح منصة تعليمية وترفيهية في آن واحد. كما أن هذه المبادرة تتيح فرصة لاستعادة الذكريات الجميلة التي عاشها المستمعون القدامى، وتعزز من الشعور بالانتماء والارتباط بالماضي، وهو ما ينعكس إيجاباً على الهوية الوطنية والثقافية. ومن ناحية أخرى، فإنها تفتح آفاقاً جديدة للإعلام الإذاعي التقليدي، لتجديد محتواه وجعله أكثر جذباً وملائمة لعصرنا الرقمي، حيث يمكن دمج المحتوى مع منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة. حيث الاقتراح المقدم من الأستاذة دلال عزيز ضياء يعكس رؤية ثاقبة وفهماً عميقاً لأهمية التراث الإعلامي في بناء الحاضر والمستقبل، ويؤكد على دور الإعلام في الحفاظ على الذاكرة الجماعية وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات العصر. إن تبني مثل هذه المبادرات يعزز من مكانة الإعلام الإذاعي ويجعله أكثر تفاعلاً مع المجتمع، ويعيد له دوره الحيوي كوسيلة اتصال وتثقيف وترفيه.

إن أهمية الاقتراح المبتكر الذي قدمته الإعلامية القديرة دلال عزيز ضياء يكمن في كونه يجمع بين الأصالة والحداثة، ويعيد للحياة الإعلامية إشراقة جديدة من خلال استعادة البرامج الإذاعية القديمة التي شكلت جزءاً من تاريخنا الثقافي والاجتماعي. هذه المبادرة ليست فقط فرصة للحفاظ على التراث، إنما هي دعوة لتجديد الإعلام الإذاعي وتطويره بما يتناسب مع تطورات العصر، مما يجعلها خطوة استراتيجية نحو مستقبل إعلامي أكثر ثراءً وتنوعاً. إن دعم هذا المشروع المبتكر والعمل على تنفيذه يعكس تقديرنا للتراث الإعلامي ورغبتنا في نقل هذه الذكريات الثمينة إلى الأجيال القادمة، ليظل صوت الماضي حياً ينبض في حاضرنا ومستقبلنا.

د. علي محمد الحازمي

خبير وباحث اقتصادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى