المقالات

(الداهية) كونسيساو

«في المقص»

لم يُطلَق لقب (الداهية) على مدرب نادي الاتحاد السابق ديمتري من فراغ، بل كان لقبًا يستحقه، إذ حقق للاتحاد العديد من البطولات خلال إشرافه على تدريب الفريق في فترات متعددة، كان فيها يحقق الإنجازات، ثم ينتهي عقده ويتم الاستغناء عنه بقرار خاطئ، ليخسر الاتحاد في غيابه عدّة بطولات، ثم يُعاد التعاقد معه من جديد ليواصل حصد البطولات للعميد، قبل أن يُستغنى عنه مرة ثالثة رغم إنجازاته الكبيرة، وعلى رأسها رباعية القرن والثلاثية الشهيرة.

والغريب أن ديمتري لم يكن يحمل أي موقف سلبي تجاه الاتحاد بعد كل استغناء، بل كان يعود إليه بكل حب، وكأنه منزله الدائم.
وخلال سنوات طويلة عاصر فيها (الداهية) ديمتري نجوم الاتحاد وجماهيره، فعشق النادي كما عشقه الاتحاديون، واعتبروه جزءًا لا يتجزأ من أيقونة هذا الصرح الرياضي الشامخ وأحد رموزه الكبار.

وقبل أيام، عاد ديمتري إلى جدة وزار نادي الاتحاد بدعوة من الإدارة الاتحادية، حيث التقى بالمدير الفني الجديد البرتغالي كونسيساو، ودار بينهما حديث طويل وكأنه يُقلّده لقبه الخالد الذي تردده الجماهير الاتحادية والنقاد الرياضيون، وهو لقب (الداهية)، بعدما أثبت ديمتري بأرقامه وبطولاته أنه يستحق هذا اللقب عن جدارة.

واليوم، يقود سيرجيو كونسيساو الاتحاد بكل جدارة، وإن خسر أمام الهلال فهي خسارة عابرة وبداية لمعرفة الفرق المنافسة. ومن الواضح أن نجاح كونسيساو في تطوير أداء الفريق ووضع لمساته الفنية واستخراج (روح النمر) أصبح جليًا للجميع.

وقد ظهرت بصماته واضحة في المواجهة الأخيرة أمام النصر، حين تغلّب على مواطنه خوسيه مدرب النصر، الذي لم يجد وسيلة لإنقاذ فريقه من هيمنة (الداهية) كونسيساو على مجريات المباراة وتحقيق الفوز.

ولا شك أن مواجهة الاتحاد والهلال المقبلة، سواء في الدور الثاني من دوري روشن للمحترفين أو في كأس الملك، لن تكون سهلة على مدرب الهلال إنزاغي، إذ ستكون الكلمة حينها لـ**(الداهية) كونسيساو**، الذي لم يُعر مواجهة الدور الأول اهتمامًا كبيرًا لانشغاله بمباراة النصر التي كانت بنظام خروج المغلوب.

لذلك أستطيع أن أُطلق على كونسيساو لقب (الداهية) بكل أريحية، وستثبت المباريات القادمة أحقيّته بهذا اللقب العزيز على قلب كل عاشقٍ اتحادي.

‏@hakami_omar

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى