المقالات

العيادة البيئية: التلوث الصامت داخل المنزل

العيادة البيئية ليست عيادة طبية، بل عيادة تُعالج المسببات البيئية قبل أن تتحول إلى أمراض، وتفتح أعيننا على ما يختبئ حولنا من مؤثرات خفية تمس صحتنا وجودة حياتنا.
داخل الجدران… عالَم من الملوثات الصامتة
قد يظن كثيرون أن التلوث محصور في المصانع والشوارع، وأن منازلنا آمنة طالما نغلق أبوابها بإحكام.
لكن الحقيقة الصادمة أن هواء المنزل في كثير من الأحيان أكثر تلوثًا من الهواء الخارجي، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية.
فبين جدران البيت يعيش معنا “عدوٌّ صامت” لا يُرى بالعين، لكنه يترك أثره في صداع متكرر، وحساسية مزمنة، وإرهاق غير مبرر.
التلوث الداخلي… حين يصبح البيت مصدر المرض
ينشأ التلوث الداخلي من مصادر كثيرة لا ننتبه لها:
• غازات الطبخ والدخان المنبعث من الأفران.
• روائح المنظفات والعطور والبخور والمعطرات الصناعية.
• انبعاثات الأثاث والدهانات والسجاد والمواد البلاستيكية.
• رطوبة الجدران والعفن والغبار المتراكم في المكيفات والمفروشات.
كل هذه العناصر تطلق مركبات كيميائية دقيقة تتسلل إلى أجسامنا مع كل نفس نتنفسه داخل المنزل، فتؤثر تدريجيًا على الجهاز التنفسي والمناعي، وربما العصبي أيضًا.
من التشخيص إلى الوقاية
دور “العيادة البيئية” هو تشخيص هذه المسببات قبل أن تتحول إلى معاناة صحية.
فكما نراجع الطبيب للكشف عن المرض، علينا أن نراجع بيئتنا المنزلية للكشف عن أسباب المرض:
هل نهوّي البيت جيدًا؟
هل نستخدم المنظفات والمعطرات بإفراط؟
هل أجهزة التكييف نظيفة؟
هل هناك رطوبة أو غبار خفي؟
كل إجابة خاطئة تعني أن هناك مسبّبًا بيئيًا يحتاج إلى “علاج وقائي” قبل أن يتحول إلى ألم جسدي.
العيادة البيئية… مشروع وعي لكل أسرة
تهدف هذه السلسلة إلى بناء ثقافة بيئية منزلية تجعل الأسرة شريكًا في حماية صحتها، لا متلقيًا للعلاج بعد فوات الأوان.
سنفتح في كل أسبوع نافذة على قضية من قضايا التلوث الداخلي، ونتناولها بأسلوب تشخيصي بسيط:
ما المشكلة؟
ما سببها البيئي؟
وما “الوصفة الوقائية” التي يمكن لكل أسرة تطبيقها بسهولة ؟

• مدير إدارة البيئة بالاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب

د. فهد عبدالكريم تركستاني

مدير إدارة البيئة بالاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى