يشهد وطننا المبارك في العقد الأخير تحولات جذرية وشاملة على مختلف الأصعدة وبشكل ملموس، تجسد نهضة تنموية متعددة الأبعاد تهدف إلى بناء مستقبل قوي ومستدام. هذه النهضة هي مشروع وطني شامل يشمل التنمية الاجتماعية، الثقافية، البيئية، والتكنولوجية، مما يجعل المملكة نموذجًا فريدًا للتقدم والازدهار في المنطقة والعالم.
في ظل هذه التحولات، تبرز رؤيتنا الوطنية كرؤية استراتيجية طموحة ومتكاملة، تهدف إلى إعادة صياغة ملامح اقتصادنا الوطني وتحويله من اقتصاد يعتمد بشكل كبير على النفط إلى اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والابتكار والاستثمار في الموارد البشرية والبنية التحتية الحديثة. تتمحور رؤيتنا الوطنية حول تعزيز القدرات الوطنية وتطوير القطاعات الحيوية مثل الصناعة، السياحة، الطاقة المتجددة، والتعليم، والثقافة، وتوطين الصناعات ، مما يفتح آفاقًا واسعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
هذه الرؤية الطموحة تعكس الرغبة في تحقيق تنمية مستدامة تضمن رفاهية المواطن وتمكينه من المشاركة الفاعلة في بناء وطننا المبارك، مع الحفاظ على هويتنا الثقافية وقيمنا الوطنية. النهضة التي نشهدها اليوم هي انعكاس لرؤية مستقبلية واضحة المعالم، تستند إلى التخطيط الدقيق والتعاون بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة، بهدف خلق بيئة محفزة للابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز مكانتنا كقوة اقتصادية إقليمية وعالمية.
اليوم نعيش نهضة وتنمية اقتصادية غير مسبوقة، حيث تتركز الجهود حول مشاريع ضخمة وطموحة تهدف إلى بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة. في طليعة هذه المشاريع يأتي مشروع نيوم، الذي يهدف إلى إنشاء مدينة ذكية متكاملة تعتمد على الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في التنمية المستدامة على مستوى عالمي.
إلى جانب نيوم، هناك العديد من المشاريع الهامة التي تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والسياحية. حيث مشروع القدية، على سبيل المثال، يوفر فرصًا ترفيهية وسياحية متكاملة للمواطنين والمقيمين والزوار، ويشمل مجموعة من المرافق الترفيهية والسياحية على مساحة كبيرة، مما يجعله وجهة مميزة للزوار من مختلف أنحاء العالم.
كما يعد مشروع البحر الأحمر أحد المشاريع السياحية الطموحة، حيث يهدف إلى خلق وجهة سياحية فريدة من نوعها، مع الحفاظ على البيئة وتوفير تجربة سياحية مميزة للزوار. حيث سيتميز المشروع بكونه وجهة سياحية بيئية، مما يجعله إضافة قيمة للقطاع السياحي في المملكة.
وفي إطار تحسين البنية التحتية، يأتي مشروع قطار الرياض، الذي يهدف إلى تحسين النقل العام في العاصمة، بتوفير شبكة سكك حديدية متطورة تربط بين مختلف أجزاء المدينة، مما يسهل على المواطنين والمقيمين التنقل بسهولة ويسر.
وفي مكة المكرمة، تعد بوابة الملك سلمان أحد المشاريع الحضارية التي تهدف إلى تحسين تجربة الزوار والمعتمرين، وتوفر مساحات مريحة ومرافق متطورة، وتعزز من جمالية المدينة المقدسة بتصميمها المعماري الفريد.
بفضل هذه المشاريع الضخمة والطموحة، سوف نستمر في بناء مستقبل واعد ومتنوع ومستدام للأجيال القادمة، ونؤكد التزامنا بتحقيق التنمية المستدامة والاقتصادية والسياحية. حيث تعكس هذه المشاريع الضخمة والمتنوعة التزامنا ببناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاريع بشكل كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، بالإضافة إلى تعزيز مكانتنا على الساحة العالمية. تجسد هذه المشاريع العملاقة روح النهضة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي نسعى لتحقيقها في ظل رؤيتنا الوطنية الطموحة.
فهي خطوات استراتيجية تحدث تحولًا جذريًا في هيكل الاقتصاد الوطني، من خلال تعزيز التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط. كما تسهم هذه المشاريع في خلق آلاف فرص العمل لشبابنا السعودي، مما يعزز قدراتهم ويمكّنهم من الاندماج بقوة في سوق العمل، ويساهم في بناء مجتمع واعد ومستدام.
من الناحية الاقتصادية، يُتوقع أن يضيف مشروع نيوم وحده نحو 380 مليار ريال سعودي إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مما يعكس ضخامة أثره في تعزيز نمو اقتصادنا الوطني. كما يتوقع أن يستقطب مشروع البحر الأحمر مليون زائر سنويًا، مما يعزز السياحة البيئية ويساهم في تنشيط القطاع السياحي، ويدعم دور القطاع الخاص في التنمية.
تعكس هذه الأرقام التزامنا القوي بتحقيق تنمية شاملة ومستدامة ترتكز على الابتكار والتقنية، وترسخ مكانتنا كوجهة عالمية للاستثمار والسياحة والترفيه. وهذا مجرد مثال من بين العديد من الأمثلة الأخرى.
بهذا، تثبت هذه المشاريع أنها ركيزة أساسية لتحقيق أهداف رؤيتنا الوطنية، التي تسعى إلى بناء اقتصاد قوي ومتنوع، ومجتمع نابض بالحياة يزدهر وينعكس أثره الإيجابي على الأجيال القادمة بإذن الله.
في إطار رؤيتنا الوطنية، نولي اهتمامًا كبيرًا بالنهضة التعليمية التي تعد أساسًا لبناء مستقبل واعد ومستدام. ترتكز هذه النهضة في إنشاء جامعات متقدمة مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي تركز على البحث العلمي والابتكار، وجامعة الرياض للفنون، التي تُعد منارة للتميز في تعليم الفنون والثقافة. هذا مثال على جامعاتنا الحديثة.
تهدف هذه الجامعات إلى تأهيل الكوادر الوطنية ودعم تطوير المعرفة والثقافة والتقنيات الحديثة. من خلال برامجها الأكاديمية المتقدمة، تسعى هذه الجامعات إلى تطوير مهارات الطلاب وتمكينهم من المساهمة في بناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع.
إضافةً إلى كل ذلك، نمتلك العديد من الجامعات المرموقة التي تقدم تخصصات وبرامج أكاديمية متقدمة، وتهدف إلى تطوير مهارات طلابنا وتمكينهم من المساهمة في بناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع. هذه الجامعات تقدم تخصصات متنوعة تلبي احتياجات سوق العمل وتدعم التنمية المستدامة في مختلف القطاعات الواعدة، مما يسهم في تعزيز التنمية الوطنية وتحقيق رؤية المملكة.
من خلال هذه الجهود، نسعى إلى بناء مجتمع معرفي متقدم يلبي احتياجاتنا المستقبلية، ويعزز دور شبابنا الطموح في التنمية الوطنية المستدامة. على هذا المنوال، سنستمر في تحقيق تقدم مستدام وتحقيق أهدافنا الاستراتيجية في مختلف المجالات.
اليوم ننظم فعاليات ثقافية مثل موسم الرياض، الذي يعرض التراث السعودي والفنون المعاصرة. يهدف هذا الموسم إلى تعزيز هويتنا الثقافية الوطنية وتعريف العالم تراثنا الغني. كما يوفر الموسم فرصة للفنانين والمبدعين السعوديين لعرض أعمالهم وتقديمها للجمهور.
أما بالنسبة إلى الجانب الرياضي، نشهد اليوم نهضة رياضية واعدة، حيث يتم بناء ملاعب حديثة واستضافة بطولات دولية وعالمية. على سبيل المثال كأس العالم لكرة القدم 2034. وتأهل منتخبنا الوطني لكاس العالم. حيث تهدف هذه النهضة إلى تعزيز ممارسة الرياضة في مجتمعنا السعودي وتطوير المواهب الرياضية المحلية.
كما ستساهم في تعزيز مكانة المملكة على الساحة الرياضية العالمية، وتوطيد مكانتها كوجهة رياضية رائدة على مستوى عالمي. من خلال هذه الجهود، نهدف إلى تطوير قطاع الرياضة وتعزيز مشاركة المجتمع فيه بشكل فعّال، مما يسهم في بناء جيل رياضي واعد ومتميز يمتلك المهارات والقيم التي تدعم تطور الرياضة على جميع المستويات.
تعد النهضة السياحية من أبرز ركائز رؤية المملكة 2030، حيث نسعى اليوم وبجهود وزارة السياحة السديدة إلى تحويلها إلى قطاع اقتصادي حيوي يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي ويوفر فرص عمل متنوعة. حيث من أبرز المناطق التي شهدت تطورًا ملحوظًا منطقة العلا، التي تتميز بمواقعها الأثرية الفريدة مثل مدائن صالح، أول موقع سعودي يدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2023، واستقبلت العلا أكثر من 500,000 زائر من مختلف أنحاء العالم، مما يعكس نجاح الجهود المبذولة في جذب السياح وتعزيز السياحة الثقافية. تهدف هذه النهضة إلى زيادة مساهمة القطاع السياحي من 3% إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مع التركيز على تنويع المنتجات السياحية بين السياحة الثقافية، والبيئية، والترفيهية.
كما تدعم حكومتنا الرشيدة مبادرات مثل “الترفيه الوطني” وتنظيم الفعاليات العالمية لجذب المزيد من الزوار وتعزيز تجربة السياحة الداخلية والخارجية.
نحن اليوم، وبكل المؤشرات والمقاييس، نؤكد للعالم أن رؤيتنا الوطنية هي نهضة شاملة تمثل نقطة تحول تاريخية في مسيرتنا المشرفة. هذه الرؤية الطموحة تجسد إرادة قوية حكومة وشعب وشركاء نجاح استراتيجين لبناء مستقبل مستدام ومتنوع، حيث تتكامل التنمية الاقتصادية مع التطور الاجتماعي والثقافي والتعليمي والبيئي والصناعي، لتخلق بيئة متوازنة تحقق رفاهية المواطن وتعزز مكانتنا على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
في ظل رؤيتنا الوطنية المباركة، ومنذ انطلاقها في عام 2016، نشهد نهضة تنموية متسارعة تشمل كافة القطاعات، من التعليم والابتكار إلى السياحة والطاقة المتجددة، مما يؤكد التزامنا بتحقيق استدامة تنموية تضمن للأجيال القادمة حياة كريمة وفرص نمو متجددة. إن رؤيتنا الوطنية ليست فقط خارطة طريق للنهضة والتنمية المستدامة والتنوع، إنما هي قصة نجاح مستمرة بالعزيمة والإصرار، لتصبح نموذجًا يحتذى به في المنطقة والعالم من منظور متجدد ومستدام، وفي كافة المجالات الحيوية.



