
بأسلحة حديثة وفتاكة، يتحركون كما الجراد في رقعة شاسعة، يمارسون حرقاً وقتلاً ، لا يعرف الهوادة، وبين أصوات الرصاص والدانات الثقيلة ترتفع أصوات التكبير، نعم إنهم يحاربون “بسم الله العظيم” الذي حرّم سفك الدماء والاعتداء.
هل هي حرب بالوكالة أم حرب من أجل الوطن والمواطن؟، المواطن يموت وتطلق عليه رصاصات مباشرة لم يكن مستعدا لتلقيها، فهو لم يذق طعم الأكل والمياه أضحت بعيدة المنال، أما النوم فقد جافى العيون جوعاً وعطشاً وهلعاً.
صوت الرصاص يشق الصمت والليالي المظلمة في أنحاء متفرقة من مدينة الفاشر، مدينة أضحت بين ليلة وضحاها على لسان كل البشر، فالموت بالمجان والقاتل يعرف إنه يقتل لينال 500 دولار من أموال الذهب الذي ترقد عليه المدينة مدفونا تحت تربتها منذ الأزل، فجاء الشياطين لنبشه وقتل الحياة الهادئة للرعاة والمزارعين.
ما تقوم به قوات الدعم السريع المؤسسة من مجموعات مرتزقة من دول متعددة، والباحثين عن الثراء على جماجم المساكين إنما هو قتل ممنهج وتحطيم لمكتسبات شعب وحرب وجودية تستهدف استمرار دولة اسمها السودان.
لكن كيف سمع العالم بالمأساة أخيرا؟… كان بروز أخبار وصور القتل المباشر للمدنيين رسالة من المرتزقة لقائدهم، تؤكد أنهم نفذوا تعليماته، فبعد أكثر من عامين وجّه الزعيم بأنه لا يريد أسرى، وليس لديه الوقت والمال ليرعاهم في السجون. فنفّذ زبانيته القتل المباشر مع التصوير لتبرز بشاعة الأفعال المروعة لكل العالم في انتهاك لا يبالي بالقوانين الدولية والإنسانية ومن قبل بالشرع والدين.
