ليست المدينة المنورة مجرد إرث تاريخي، بل هي نبض ثقافي متجدد، يزداد وهجًا كلما اجتمعت النوايا الصادقة مع الرؤى الخلّاقة. وفي قلب هذا المشهد، يبرز “الشريك الأدبي”كحضور واعٍ، وذراع فاعلة لهيئة الأدب والنشر والترجمة، لا يكتفي بتفعيل المشهد، بل يُعيد تشكيله بلغة مختلفة.
في المدينة المنورة، حيث تزدهر المقاهي الأدبية وتزدهر النوادي الثقافية، وحيث تنبض الجمعيات الأدبية ودور النشر المحلية بشغف الكلمة… جاء الشريك الأدبي كخيط ذهبيّ يربط هذه الجهات ضمن نسيج ثقافي متناغم، يُعلي من قيمة الإبداع، ويمنح للمبدعين منصة يسمع فيها الصوت، ويُرى فيها الأثر.
لم يعد اللقاء الأدبي مجرد أمسية، بل أصبح فعلاً مؤسسيًا له امتداد وعمق، لأن الشريك الأدبي يتعامل مع الثقافة لا كترف، بل كضرورة. ومن خلف كل جلسة قرائية، وكل لقاء حواري، هناك دعم وتنظيم وتمكين، يغذّي المكان والناس معًا.
فمن المقاهي التي باتت منصاتٍ للفكر، إلى النوادي الثقافية التي عادت نابضةً بالمحتوى، ومن الجمعيات التي تنبض بالتطوع، إلى دور النشر التي تشكّل هوية المؤلف المديني… الشريك الأدبي كان حاضرًا، لا كراعٍ بل كـ”شريك حقيقي”.
لقد صنع الشريك الأدبي من المدينة مساحة تُشبهها: هادئة في مظهرها، عميقة في أثرها، متينة في جذورها.
هو ليس مجرد مشروع، بل رؤية تُكتب بلغة الأدب، وتُنفَّذ بحسٍّ ثقافي عالٍ.



