معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا – رحمه الله – من أكثر الشخصيات التي شرفتُ بالتعرّف عليها؛ طيب المعشر، حسن الخلق، ومن أكثر أصدقائي وفاءً وطيبةً وكرمًا. كان عذب الحديث، حاضر البديهة؛ رجلَ دولة، وأكاديميًا، وإداريًا من الطراز الرفيع.
لا يزال في الذاكرة وهو على قمة هرم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة؛ كان دائمًا يدعوني إلى مناسبات الجامعة المتعددة والحراك الأكاديمي الذي كانت تعيشه الجامعة تحت قيادته – رحمه الله. ولا أنسى التمور بأنواعها المختلفة من منتجات طيبة الطيبة التي كان يبعثها إلى منزلي في مكة المكرمة – رحمه الله – واستمر معاليه بعد أن ترجّل من قيادة الجامعة في إرسال التمور ومنتجات الفواكه بأنواعها المختلفة التي تشتهر بها منطقة الهدا بالطائف، في المناسبات والأعياد، وكان آخرها قبل شهر من الآن.
وهنا أقتبس جزءًا من رسالة وصلتني على “الواتس” من أحد محبيه – وهم كُثُر – يقول فيها:
«كان معالي الدكتور محمد العقلا – رحمه الله – شهمًا جوادًا كريمًا رقيق القلب، يسارع في تفريج الكربات، ويجيب دعوة الداعين له مهما قلت منازلهم، ويسارع في تعزية كل من مات، عرفه أو لم يعرفه.
لما كان رئيسًا للجامعة الإسلامية أضاء منها كل شيء، وملأها رحمةً وعدلًا وتيسيرًا على الناس، وتفريجًا لكربات الطلاب، وكان يزورهم في مساكنهم الجامعية ويتودد إليهم، وربما يتناول الطعام معهم.
ولما غادر الجامعة بكاه الحجر والشجر والطلاب والموظفون، ودعوا له بالخير والتوفيق.
رحم الله الإمام محمد بن علي العقلا، فقد كان أُمّة في أخلاقه، أُمّة في إدارته، أُمّة في مساعدة الناس، أُمّة في تفهّم حاجات المحتاجين؛ لم يكن يغلق بابه، ولا يتأفّف من السائلين، ولا يضجر من إلحاح الملحّين.»
انتهى الاقتباس.
لا يزال في الذاكرة عبارته الجميلة التي كان يستقبلني بها عند تشرفي بلقائه:
«يا عم بكري».
وأختم بقول الشاعر:
يبقى الطريقُ هو الطريقُ وإنّما
تتفاوتُ الأقدامُ في الإقدامِ.
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه، اللهم إنه كان مُحسنًا للناس، وإنك قلتَ: “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”.



