
يواصل المنشد ريان عبدالرحمن العاصمي المالكي ترسيخ حضوره في ساحة الشيلات بصوت يحمل طابعاً خاصاً يجمع بين الإحساس والاتزان، ويمنح المستمع شعوراً بالصدق الفني والأصالة، ورغم حداثة دخوله في عالم الإبداع الصوتي عام 1445هـ، فقد استطاع أن يحجز مكانه بين الأسماء البارزة فيه سواء في ساحات الزواجات، أو في الأعمال الفنية التي يقدمها خارجها، ليصبح أحد الوجوه التي يلتفت إليها الجمهور بثقة وتقدير.
وفي هذا الحوار، يكشف «العاصمي» مسيرة بدأت من مناسبة عائلية تحولت إلى انطلاقة حقيقية، متحدثاً عن دوافعه، وداعميه، ومصادر إلهامه، والتحديات التي واجهته حتى ثبت اسمه، ويتناول رؤيته للشيلات وعلاقتها بموروث العرضة الجنوبية، وطموحه للمشاركة في الفعاليات الوطنية، وتطلعه للظهور الإعلامي فضائياً، إضافة إلى أعمال قادمة وتعاونات فنية يخطط لها مع شعراء ومنشدين، كما يوضح أسباب استمراره في مجال الشيلات، ورأيه في الاهتمام الإعلامي بالمنشدين، والرسالة التي يوجهها لجمهوره.
وأكد «العاصمي» أن بدايته في عالم الشيلات كانت في مناسبة عائلية، وكانت تلك اللحظة بمثابة البذور الأولى التي نمت في أرض الإبداع، ولقي العمل الفني صدى طيباً لدى الأقارب والجمهور ومنحته دفعة قوية للاستمرار، وأوضح أن فن الشيلات ليست دخيلة على تراث العرضة الجنوبية، بل تتناغم مع إرثها وتعكس أصالة التراث بروح عصرية، مشيراً إلى أن سر استمراره في مجال الشيلات يكمن في شغفه لمشاركة الناس أفراحهم، ودعم الجمهور يشكل حافزاً أساسياً له لتقديم أعمال نوعية وتعاونات مستقبلية تحمل بصمته الخاصة.
وبعد هذا الاقتراب من محطات رحلته وتفاصيل تجربته الفنية، نترك القارئ مع نص الحوار كاملاً. فإلى نص الحوار:
س 1: عرفنا بنفسك؟
أنا ريان بن عبدالرحمن العاصمي المالكي، المقيم في عروس البحر الأحمر – محافظة جدة -، حيث استثمر شغفي في عالم الشيلات، وأسعى جاهداً لتعزيز وجودي وإسهامي في هذا المجال العريق.
س 2: كيف كانت بدايتك؟ وأول شيلة قدمتها؟
بدأت مسيرتي في عام 1445هـ حينما تعاونت مع الشاعر سعود بن حمدان المالكي في زواج أحد أبناء خالي، وكانت تلك اللحظة بمثابة البذور الأولى التي نمت في أرض الإبداع، حيث لاقى العمل في حينها صدى طيباً لدى الأقارب والجمهور الحاضر، وقد منحتني هذه التجربة دفعة قوية للاستمرار في هذا المجال، مما شجعني على الغوص أعمق في عالم الشيلات.
س 3: ما الذي جذبك لفن الشيلات؟
أسرتني ألوان هذا الفن وجمالياته المتعددة، بالإضافة إلى الازدهار الملحوظ الذي شهده في السنوات الأخيرة وإقبال الناس عليه، مما أتاح له أن يصبح فضاءً رحباً للإبداع الصوتي والتلحين.
س 4: من أبرز الداعمين لمسيرتك؟
أعبر عن امتناني العميق لله على الدعم السخي الذي تلقيته من عدد كبير من الأشخاص، لكن هناك أسماء لامعة تركت بصمة خاصة في مسيرتي، ومن بينهم: عمي الشاعر سعود المالكي، والشاعر محمد حوقان، والشاعر محمد بن وقيت، والشاعر زعكان المالكي. ولقد كان دعمهم ملهماً، فكانوا يمدونني بالنصائح الثمينة، ويقدمون لي القصائد التي أديتها بشغف، بالإضافة إلى دعمهم الرائع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
س 5: من المنشد الذي تأثرت به في بداياتك؟
لا أستطيع أن أستدل باسم معين، فتلك المجموعة من الإخوة المنشدين جميعهم مبدعون، وكل واحد منهم يحمل بصمة فريدة تلهم العقول، وتغني المشهد الفني.
س 6: ما الشيلة التي سبق، وقد أثرت فيك لمنشد آخر؟
تتجلى في عالم الشيلات كنوز أدبية تتسم بالجمال في الشعر والأداء واللحن، ولكن لا أستطيع أن أميز شيلة واحدة على وجه الخصوص، فالساحة الفنية تعج بالمبدعين، وتزخر بالشيلات الرائعة التي تأسر القلوب.
س 7: ما أبرز التحديات التي واجهتك؟
بكل صراحة، واجهت العديد من التحديات الصعبة في بداية مسيرتي، ومنها النقد السلبي الذي كان يحاول أن يحط من عزيمتي، ويقوض مجهوداتي الفنية، ولكن بفضل الله عز وجل، وثقتي العميقة في قدراتي وعزيمتي القوية على تطوير ذاتي، استطعت أن أكسب ثقة الجميع فيما أقدمه من إبداعات.
س 8: ما عناصر النجاح بالنسبة لك للمنشد؟
تتكامل عناصر النجاح في أداء المنشد، وبراعة اختيار القصيدة، وجودة فكرة العمل، لتشكل معاً عوامل تساهم في إنتاج عمل شيلة لها تأثير قوي وحضور بارز.
س 9: ما أهم عنصر في الشيلات؟
يعتبر الصوت الركيزة الأساسية في نجاح الشيلات، وهو العنصر الأهم الذي تشيد عليه جميع عناصر العمل الفني كالهندسة الصوتية.
س 10: كيف كان تفاعل الجمهور مع أعمالك الفنية؟
كان التفاعل مفعماً بالإيجابية، وقد ترك هذا أثراً عميقاً في مسيرتي نحو النجاح واستمراريتي.
س 11: هل تعتبر الشيلات دخيلة على موروث العرضة الجنوبية؟
الشيلات ليست دخيلة على تراثنا، بل هي فن يتناغم بشكل مدهش مع إرث العرضة الجنوبية، ويتوافق معها في جوهرها وروحها.
س 12: ما الذي يدفعك للاستمرار في هذا المجال؟
إن مشاركة الناس في أفراحهم وإحياء مناسباتهم يمنحني حافزاً هائلاً للاستمرار في هذا المجال، فضلاً عن تعزيز الروابط الاجتماعية وكسب محبة الناس لي، مما يجعلني أشعر بأنني أحقق مكاسب حقيقية تدفعني للمضي قدماً في عالم الشيلات مهما كانت العقبات.
س 13: كيف ترى الاهتمام الإعلامي بالمنشدين؟
للأسف، هناك تقصير واضح في الاهتمام بنا، ونتطلع إلى أن تعطى الأضواء بشكل أكبر للمنشدين الذين يمتلكون إمكانيات استثنائية تستحق أن تبرز وتظهر للمجتمع.
س 14: هل سنراك فضائياً خارج محيط الزواجات؟
أنا مستعد تماماً لهذه المهمة، وسأكون حاضراً في كل مكان تسمح به الظروف، وعندما تصلني الدعوة الرسمية، بإذن الله، سأكون في الموعد المناسب.
س 15: هل لديك عمل فني قادم مع شاعر؟
بالتأكيد، هناك عمل فني مرتقب بإذن الله مع الشاعر زعكان بن عيضة.
س 16: تعتبر الشيلات هواية أم مشروعاً فنياً؟
أراها بالنسبة لي هواية وشغفاً ومشروعاً فنياً، ودائماً أسعى لتجويده وتحسينه بلا توقف.
س 17: هل تطمح لدخول مجالات أوسع؟
بكل تأكيد، أطمح إلى أن أكون جزءاً لا يتجزأ من المهرجانات الوطنية والفعاليات الرسمية، حيث إنني أؤمن بأهمية تلك اللحظات التي تجمعنا وتعبر عن هويتنا وثقافتنا.
س 18: هل تفكر في التعاون مع المنشدين؟
نعم، والباب مفتوح دوماً لجميع المنشدين، وهذا يشرفني ويمنحني سعادة؛ لأن الغاية من التعاون ستكون واحدة لا تتغير، وهي تحقيق النجاح في العمل نفسه واستدامة الإبداع في الشيلات.
س 19: هل لديك أعمال قادمة من تلقاء نفسك؟
بإذن الله هناك عمل فني جديد في الأفق، يتجاوز حدود شيلات الزواجات، حيث سيكون له طابع فريد يميزه عن سواه.
س 20: كلمة أخيرة لجمهورك؟
أقول لهم واصلوا دعمكم لي، وأن القادم سيكون أجمل بإذن الله، وأتطلع لتقديم أعمال تلامس ذائقتهم، وتضيف شيئاً جديداً لساحة الشيلات.






