
وقد تحدث «العمري» في هذا الحوار بصدق وشفافية عن نشأته التي ترعرع فيها وسط بيئة غنية بالشعر والجمال الفني، موضحًا أن قبول الجمهور كان التحدي الأبرز في بداياته. كما أكد أنه لا يسعى خلف أضواء الإعلام رغم الفرص المتاحة، ويرى في المسابقات الشعرية منبراً حيوياً لصعود المواهب الشابة، وأشار إلى أن الشاعر قد يعتزل الساحة، لكنه لا يستطيع التخلي عن جوهر الشعر ذاته، كاشفاً عن أنه يجد نفسه متألقاً في العرضة والنظم، مع ميلٍ واضح إلى التراث الجنوبي الذي يمنح قصيدته روحها.
واستعرض «العمري» برؤية واعية الاختلافات بين أجيال الشعر، مشيراً إلى أثر تواجد الشعراء الشباب على حضور كبار شعراء الساحة، كما تناول تجربته الغنية في عالم الشيلات التي انطلقت قبل سبعة أعوام، متوقفاً عند النجاح الباهر لشيلة «دار ممنا» التي نالت شهرة واسعة، واقتربت من تحقيق نصف مليون مشاهدة على منصة اليوتيوب، وأكد «العمري» على أهمية النقد البنّاء في مسيرة الشاعر، كاشفاً عن أعمال جديدة قادمة في عالم الشيلات، وفي ختام الحوار، عبّر عن عميق امتنانه لأسرته وقبيلته ولكل من ساندوه في مسيرتهم الشعرية… فإلى نص الحوار كاملاً:
1. ما اسمك؟ وكيف ومتى بدأت مسيرتك الشعرية؟
اسمي فؤاد أحمد محمد العمر العُمري، وقد انطلقت موهبتي في عالم الشعر منذ الصغر، بين أحضان عائلتي وأصدقائي والأقرباء، ثم توسعت أعمالي من خلال مشاركتي في الأنشطة المدرسية والفعاليات المتنوعة، وصولاً إلى المنتديات الشعرية، كما كانت أشعاري المنبرية تتراقص على الميكروفونات في المناسبات العامة.
لم أصادف تحديات جسيمة ولله الحمد، لكن الذي يثير قلقي هو مدى قبول الناس لما أقدمه، خصوصًا في ظل قلة خبرتي في البداية وكثرة الشعراء الذين يتواجدون في الساحة آنذاك. ومع مرور الزمن، استطعت أن أتجاوز تلك المرحلة الصعبة.
لا أسعى بشغف نحو الأضواء الإعلامية، على الرغم من أن الفرص التي قدمت لي كانت كثيرة، كما أشعر أن الوقت الراهن لا يزال غير مناسب للظهور الإعلامي القوي لأسباب خاصة بي، لذا اكتفى بظهور إعلامي متواضع يعكس وجودي في الساحة فقط دون صخب.
يمكن أن يعتزل الشاعر الصعود إلى منصة الحفلات، ولكن من الصعب عليه التخلي عن ممارسة الشعر خارج محيط موروث العرضة، فهذه الموهبة تظل رفيقة دربه على مر الزمن، حتى وإن امتنع من المشاركة في الحفلات.
أتمكن من المشاركة في كلا النوعين، فالعرضة والنظم يجتمعان في قالب واحد بالنسبة لي، لكن أميل إلى العرضة أكثر، لأنها تمثل جذوري الأولى التي انطلقت منها كشاعر.
بصراحة، يعتبر كل شعراء الجنوب مدارس فريدة من نوعها في عالم الإبداع الشعري، لكن شعراء زهران بالتحديد يعتبرون نجوماً ساطعة لا تقارن في سماء شعر العرضة الجنوبية.
لقد اتسم جيل الماضي بعمق المفردة الشعرية، وسبك تركيب الأبيات، بينما يشهد الجيل الحاضر تطوراً ملحوظاً في المفردات وابتكاراً في معايير العرضة، ولكل جيل أسلوبه الفريد وخصائصه المميزة.
كانت تجربة غنية بالمعرفة، حيث اكتسبت منها دروساً قيمة، خاصة برفقة شعراء مبدعين مثل أحمد الكناني وأحمد الدرمحي وغيرهم ممن أضاءوا لي دروب الإلهام في مجال الشعر واستفدت منهم.
بالتأكيد، قد يحدث ذلك عندما يتحول التصويت للشخص ذاته، ويكون بعيداً عن جودة الشعر وإبداعه.
المدح يعد من الأغراض المشروعة في مجال الشعر، لكن قد يصبح هدفه مالياً، مع تزايد المجاملات الاجتماعية.
انطلقت رحلتي في مجال الشيلات قبل سبع سنوات، حيث كنت من الأوائل الذين أبدعوا في تقديم الشيلة بأسلوب العرضة، مستنداً إلى تجربة غنية في فنون شيلات النظم على مدى سنوات عديدة.
اهتم كثيراً للنقد البناء، ولا أهتم للنقد الذي لا يحمل قيمة أو فائدة.
أعبر عن شكري لقبيلة زهران العريقة كافة، ولقبيلتي بني عمر الأشاعيب خاصة، ولشيخنا الفاضل عبدالله بن موالا العمري، ولأهالي وادي ممنا الكرام. كما أكرر شكري للأستاذين أحمد محمد المعيض ومحمد بن مهراس، ومعرفي وادي ممنا جميعاً، على دعمهم المتواصل الذي لا يُقدّر بثمن، وأسأل الله أن أكون جديراً بالثقة التي منحنموني إياها، كما أوجّه شكري العميق للمنشدين عمر العويفي وريان العاصمي، ولسائر إخواني من الشعراء والمنشدين.






