
في اليوم السابع من الشهر الأخير من كل عام ميلادي.. ليس مجرّد ذكرى لمناسبة نحييها ونلتقط فيها الصور التذكارية، وندبّج فيها المقالات، أو نكتب عنها القصائد والأبيات، أو القصص والروايات، أو نتقلّد فيها المناديل، وشتّى الأوسمة والشارات.
إنها أسمى من ذلك بكثير، كسموّ السارية الكشفية وشموخها وهي تحمل رايات الدول العربية خفّاقة مع إشراقة كل صباح وتنفّسِه، وقدوم كلّ ليل وعسعستِه.
مناسبة عميقةٌ عريقةٌ متينةٌ، كعمقِ المباديء الكشفية، عريقةٌ كعراقة الحركةةالكشفية، متينة كمتانة العقدة الكشفية.
ويأتي يوم الرائد العربي لهذا العام انطلاقا من “قلب الأرض”، أطيب ثرى، أمِّ القُرى، من جوار زمزم والملتزم، والحِجْر و”الحجَر” و “المقام” وخير مقام.
ليُجسّد لنا عْمق الأخوّة العربية الحقّة من جوار الكعبة المشرّفة، تجتمع فيه القلوب والأرواح قبل اجتماع الأشخاص والأجسام.
حيث يحتفي رواد الكشافة السعودية بيوم الرائد العربي في مكة المكرمة، وسط أجواء إيمانية عابقة بالطمأنينة، مضوّعة بالمسك والسكينة، في ليال وأيام معدودة، لكنها زاخرة بالمحبة والبهجة والوفاء والعطاء، وذلك ضمن مشاركتهم في برنامج مناسك العمرة 2، بحضور الروّاد العرب المشاركين في البرنامج.
ويأتي هذا اللقاء ليجمع مناسبتين عزيزتين على قلوب الروّاد؛ إذْ يجتمع الأشقّاء القادمين من مختلف الدول العربية لأداء مناسك العمرة، لتتوافق مع المناسبة الثانية، وتضيف بُعدًا وجدانيًا خاصًا، حيث يشارك الجميع في إحياء يوم الرائد العربي، احتفاءً برسالة العطاء التي يجسدّها الرواد في أعمالهم الكشفية والاجتماعية.
وتأتي المناسبة لتقول لنا أيضا: أنّ كل رائد كشفي ليس مجرّد إنسان يتزّيا بالزيّ الكشفي، بكل جماله وتفاصيله، بل هو تاريخ على صورة بشرٍ يحمل على عاتقه تراكم وعمق التجارب والخبرات التي تُدرّس للأجيال عبر الزمن، ويزرع وينثر وينشر القيَم النبيلة التي تحملها الحركة الكشفية من خلال وعدِها وقانونها ومبادئها، وما المنديل الكشفي والعقدة الكشفية والتحية الكشفية إلا رموز عميقة لذلكم الترابط والإخاء، يحملها ويؤديها الكشاف منذ أن يكون شبلا منطلقا بكل حماس ليعمّر هذه الأرض، وحتى يبلغ مرحلة الروّاد، ويستمر منه ومعه وبه العطاء، طالما أن “نبض” حياته لازال نابضا بالحياة.
*بقلم الرائد الكشفي
حامد بن عبدالله العباسي.







