المقالات

المنتخب السعودي فشل ممتد وغياب للمساءلة

ليس من المبالغة القول ان المنتخب السعودي يعيش أطول حالة اخفاق فني في تاريخه الحديث، أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً مرت دون تحقيق منجز قاري او حضور مؤثر عالمياً، كل هذا في وقت تضاعفت فيه الإمكانات وتوفر فيه دعم غير مسبوق للرياضة السعودية من قبل القيادة رعاها الله، هذه مفارقة لا يمكن تفسيرها بالحظ او الظروف بل تستدعي قراءة جادة لطريقة الإدارة والتخطيط.

هذا الطرح لا يستهدف افراداً ولا يتهم نوايا بل يناقش نتائج ووقائع معلنه، والوقائع تقول ان الاتحاد السعودي لكرة القدم أخفق كمؤسسة في تحويل الدعم الى انجاز مستدام وفي بناء مشروع فني متكامل يقاس بالنتائج لا بالشعارات.

ما يحدث للمنتخب ليس تعثراً عابراً بل نمط متكرر،مشاركة بلا هوية وخروج مبكر ثم وعود بالإصلاح لا يعرف متى تبدأ ولا كيف تنتهي، تغيير الأجهزة الفنية أصبح رد الفعل الأول بينما يبقى السؤال الجوهري مؤجلاً: اين الخلل الإداري؟ وأين التقييم الفني للمستقبل ؟

الأخطر ان غياب المساءلة تحول الى امر معتاد ، فلا تنشر تقارير تقييم واضحة ولا يربط الفشل بمسؤولية مؤسسية وكأن الإخفاق جزء طبيعي من المشهد ، وكما يعرف الجميع بأن في التجارب الاحترافية لا يترك الفشل بلا مراجعة لان تجاهله يعني تكريسه.

كما ان الفجوة بين قوة الدوري المحلي واحتياجات المنتخب لا تزال قائمة ، فنجد دوري يتطور استثمارياً لكن اثره الفني على المنتخب محدود بسبب اختلال التوازن بين مشاركة اللاعب المحلي ومتطلبات المنافسة الدولية ، هذه ليست ملاحظة عاطفية بل قضية تنظيمية تستحق قراراً شجاعاً .

المطالبة بالمحاسبة هنا ليست تصعيداً سلبياً بل ضرورة إصلاحية ، فالمؤسسات القوية لا تخشى النقد بل تستخدمه لتصحيح المسار ، والاتحاد السعودي لكرة القدم ان أراد استعادة ثقة الجماهير فهو مطالب بالانتقال من إدارة ردود الفعل الى إدارة النتائج .

ختاماً الجماهير السعودية لا تطالب بمعجزة ولا بطولة فورية ، لكنها تطالب بحق مشروع ، وهو مشروع منتخب واضح ومسؤوليات معلنه ، ومساءلة حقيقية عند الإخفاق ، فالصمت عن الفشل لا يحمي المؤسسة بل يطيل عمر الازمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى