تعتبر ( الحلاقة ) أحد شعائر الحج المهمة التي لا يمكن للحاج أن يتحلل من لباس الإحرام بعد رمي الجمار في أول أيام عيد الأضحى المبارك دون أن يحلق شعره أو يقصره إستجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي دعا للمحلقين ثلاث وللمقصرين مرة واحدة ، وقد قامت أمانة العاصمة المقدسة ضمن منظومة الخدمات التي تقدمها بالإهتمام بهذا الجانب على صعيدين أولهما خدمي والآخر صحي فجهزت هذا العام عدد من المواقع للحلاقة تحوي في مجملها على حوالي (2000 ) كرسي مجهزة وموزعة في مشعر منى ويتركز السواد الأعظم منها حول جسر الجمرات ، أما الجانب الآخر فهو الجانب الصحي الذي أولته أهمية كبيرة حرصا على سلامة الحجاج وآمنهم الصحي فواصلت للسنة الثالثة على التوالي حملة ( الحلاقة الآمنة ) وذلك منعا لانتشار الأمراض المعدية التي تنتشر بواسطة أمواس الحلاقة كالإيدز والكبد الوبائي ( ب ، ج ) وغيرها من الأمراض الخطيرة بالإضافة لتركيزها على الجانب التوعوي والإرشادي من خلال اقامة الحملات التوعويه وتوزيع البروشورات التي توضح الأساليب الصحيحة في صوالين الحلاقة وتنظيم ورش العمل وغير ذلك .
وقال معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامه بن فضل البار أن الامانة حريصة على سلامة وصحة حجاج بيت الله الحرام وتأمين كل أسباب السلامة لهم من خلال توفير أماكن مجهزه ومهيأة تتوفر بها كل عناصر الإصحاح البيئي لتمكينهم من أداء هذه الشعيرة بطرق آمنه ، وأشار معاليه إلى أن الأمانة قد جهزت العديد من الأماكن المخصصة للحلاقة بمشعر منى والتي تم اختيارها بعنايه لتغطي كافة مناطق تواجد الحجاج دون اضرارهم إلى التزاحم أو الذهاب الى أماكن بعيده .
* مبادرة صحية
من جانبه قال الدكتور محمد هاشم الفوتاوي مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة بأنه لاشك أن الأمانة واصلت هذا العام للسنة الثالثة تطبيق حملة الحلاقة الآمنة والتي سبق وان طبقت في صوالين الحلاقة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة وأثبتت جدواها وهي تدعو إلى تعزيز ثقافة استخدام الأدوات الشخصية لكل شخص والتي تستخدم للمرة الواحدة في الحلاقة وهو ما دفع الأمانة إلى تعزيز هذه الثقافة في موسم حج هذا العام .
وحول عدد المواقع التي خصصت للحلاقة في مشعر منى قال الفوتاوي : تم تامين عدد من المواقع منها مركزة عند جسر الجمرات والبقية موزعة في أرجاء منى وإجمالي عدد الكراسي في مشعر منى ككل حوالي ( 2000 ) كرسي للحلاقة .
* رقابة مشددة
وحول الرقابة على هذه المواقع قال الدكتور محمد الفوتاوي : حرصنا على تشديد الرقابة على عمل الحلاقين والمواقع للتأكد من نظافتها وسير العمل بشكل صحي وامن وأشار الى انه تمت الإستعانه بعدد من طلاب الكلية الصحية كمراقبين إضافيين لأنه يوجد لدينا في الأصل حوالي ( 250 ) مراقب صحي داخل مسطح منى بالكامل منهم 100 مراقب منهم منتدبين من وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانات المملكة وهذا العدد تقريبا كاف للرقابة على كافة الأمور الصحية داخل مشعر منى خصوصا أن عمل الحلاقين هو مقصور في الغالب على أول أيام عيد الأضحى المبارك ، لذلك نحن نقدم الجانب التوعوي على الجانب العقابي ونحاول أن نقدم النصيحة عبر مراقبين المنتشرين في مشعر منى لكل من نراه يخالف التعليمات الصحية في الحلاقة ، كما ان الأسعار في متناول الجميع ولا تخرج عن عشرة ريالات للشخص الواحد ،وأضاف هاشم : الهدف من حملة ( الحلاقة الآمنة ) هو منع إنتشار الأمراض من خلال مخالفة التعليمات الصحية وإستخدام أمواس الحلاقة لأكثر من مرة ، فاستخدام المغلفات الآمنة تقي بإذن الله من عملية إنتشار الأمراض ، ولفت هاشم إلى انه في حالة وجود مخالفات من قبل الحلاقين المنتشرين في منى فإنه يتم مخالفتهم وتغريمهم مشيرا إلى أن الامانة قد منحت تصاريح لكل حلاق موجود سواء في مشعر منى أو في مكة المكرمة وشهادات صحية تثبت خلوه من الأمراض السارية والمعدية ، كما ان هناك تعاون وتنسيق مع الشؤون الصحية لأخذ عينات عشوائية منهم قبل الحج للتأكد من عدم إصابتهم بأمراض مفاجئة قبيل الحج بأيام ،إضافة لذلك فهناك جولات دائمة عليهم بالتعاون مع وزارة الشؤون الصحية للتأكد من سير عملهم بالشكل المخطط له وضمن قواعد السلامة الصحية وذلك لتحقيق السلامة والأمن الصحي للحاج .
وحول إمكانية زياد عدد الكراسي ومدى كفايتها لإعداد الحجاج المتزايدة قال الدكتور هاشم : قمنا هذا العام بتزويد المساحة ولكننا محصورين بمساحات ضيقة في منى خصوصا حول جسر الجمرات ، إضافة لذلك فإن بعض الحجاج يتعجلون في رمي الجمار وبعضهم يتجه لمكة المكرمة للحلاقة وهناك قسم آخر يقوم بتقصير شعره بدلا من الحلاقة ، والبعض الآخر من كبار السن والإناث الذين لا يقصدون مواقع الحلاقة بمنى ، وأضاف هاشم : ونحن نسقنا مع المطوفين لإستقطاع أمكان في مخيماتهم وتخصيصها للحلاقة إن أمكن ذلك بالإضافة لإرشاد الحجاج وتوعيتهم بعدم إستخدام أمواس الغير والتأكد من نظافة من يحلقون عنده حرصا على سلامتهم .
وختم الدكتور محمد حديثه قائلا أن هناك متابعة دائمة ومستمرة لسير العمل من قبل لجان صحية شكلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية للتأكد من سلامة الحجاج الصحية وعدم وجود أي أمراض معدية تكدر صفو الحجاج وتهدد آمنهم وسلامتهم الصحية التي نحرص عليها كثيرا .