
الشاعر " [COLOR=crimson]نايف الرشدان [/COLOR]" من أبرز شعراء المملكة العربية السعودية الذي أسهم بنتاجه الشعري والنقدي في الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة خلال السنوات الماضية اذ ان نايف رشدان أستاذ جامعي بجامعة الملك سعود كما يعمل حاليا في هيئة أبو ظبي للثقافة وبرنامج أمير الشعراء محكما للمسابقة الشعرية الشهيرة فهو شاعر وناقد ذو ثقل كبير على الساحة الشعرية العربية وخلال زيارته للقاهرة كان معه هذا اللقاء.
[COLOR=crimson]** نود التعرف عن قرب على بداياتك في عالم الشعر؟[/COLOR] حقيقة إن البداية كانت غريبة جدا فقد كنت أعشق الشعر وأمارس الرياضة فكنت لاعب كرة فقد كنت أقرأ ولا أكتب إلى جانب هوايات اخري مثل المشاركة في الاذاعة المدرسية والرسم والمشاركة في مسابقات الرسم والخط مما عمل علي تكويني الثقافي أما البداية مع الشعر فقد ظهرت مع نهاية المرحلة الثانوية اذ كنت اكتب ما اعتقد أنه شعر، ثم بدأت ملامح الوجه الثقافي تصبح أكثر وضوحا لدي في المرحلة الجامعية اذ كتبت الشعر وكتبت في الصحافة، وفرت مني الرياضة والفنون الأخرى وقد ساعد على زيادة ذلك أني كنت أدرس آداب اللغة العربية كما أني فزت وقتها أيضا بجوائز عدة كانت بمثابة المحفز لي فقد فزت بجائزة أفضل مقالة وحصلت على جائزة الشعر الخليجي ثم توالت المشاركات مابين مؤتمرات وأمسيات خليجية وعربية ومحلية ثم ظهر جانب آخر في مرحلة ما بعد الجامعة وما بعد الماجستير إذ ظهر الجانب الأكاديمي في الممارسة الثقافية والنقدية وهكذا كان مشواري منذ بدايته ونشرت قصائدي وأعمالي في عدد كبير من الصحف ويتوالى النشر. [COLOR=crimson]** حدثنا عن الجديد في اعمالك الادبية ؟؟[/COLOR] حاليا اعكف علي طباعة دواونين هما ( خطى تخف علي لهب – ولون خارج الطيف ) وكتاب حول مراثي ابي تمام [COLOR=crimson]** ما الجديد في هذين الدواونين ؟؟[/COLOR]هما لفيف من القصائد التي تعنى بالهم الانساني وتتماهى مع الحركة الشعرية الجديدة حيث احاول ان تكون ضمن الحلقة الشعرية المتواصلة لا تشذ عنها هذا من حيث الدواوين الشعرية اما بالنسبة للكتاب فهو دراسة بلاغية نقدية حول مراثي ابي تمام التي بلغت 600 بيت شعري تناولت فيها جوانب من النقد القديم والنقد الحديث مزجت بينها في تناول هذه المراثي وظهرت لي بعض الرؤى التي قد تكون بعضها حديثة وبعضها قد تكون مكرورة لكنها تمارس نقد النقد .
[COLOR=crimson]** كيف ترى واقع الشعر العربي ؟؟[/COLOR] الحركة الشعرية العربية تكاد تكون خليط من التجارب المؤثرة والتجارب الغضة والتجارب الناضجة لكنها في الحقول المعرفية تعد معنا حضاريا يسهم بشكل كبير في ازكاء حضارة العرب والذوق العربي الاصيل اضافة الي فهم العربي وتواصله مع الاتجاهات الادبية والتيارات الفكرية المتلاحقة التي ينذ بها المشهد العالمي واعتقد ان الحركة الشعرية في العالم العربي تحاول ان تنهض بكثير من الرؤى الحديثة التي تؤصل وتؤكد علي ان العربية كائن متحرك ومتنقل بوصفه انسانا يمتلك خاصية التفكير والتعبير ويمزج بينهما بطريقة فنية تتوافق والرؤى الحديثة.اعتقد ان الشعراء الكبار الذين حملوا الوية النهضة الشعرية في عالمنا العربي كانوا قد قدموا اضاءات مهمة جدا في الطريق لشعراء المرحلة واعتقد ان المراحل الشعرية في العالم العربي لا اقول يدفع بعضها بعضا انما كلها يسرد بعضها بعضا ويدعم بعضها بعضا لان علي الاختلاف والتباين الشديد في الاتجاهات نجد ان هناك توافقا شديدا علي ان الشعر العربي ما زال ينهض ويتقوى بامجاد الاولين ويحاول ان يثبت نفسه من جديد كاعادة لكينونة الحركة الشعرية التي تتطلبها المرحلة الآن. [COLOR=crimson]** اذا مارأيك في ما يتردد بين كثير من الشعراء والنقاد بان الشعر في تراجع مقابل نهوض الوان ادبية اخرى كالرواية والقصة القصيرة ؟؟[/COLOR]
في الحقيقة هذه نظرة ثقافية غير محايدة فلا يجب ان يقال مثل هذا الكلام لسببين اولهما لسبب حضاري وهو انه لا يمكن ان يكون هناك ادب ينسخ ادبا او فن ينسخ فنا اويسحقه او يمحقه او يحاول مصادرته لان هذا ليس في العرف الحضاري فمن الجهة الفنية ان اي عمل انساني يصاب بالنقص في مرحلة من مراحله و التقدم في مستوى من المستويات فلا يمكن ان تقول ان الشعر تراجع وانخفض فالذي ينخفض هو الشعراء وليس المستوى الشعري . الشاعر ذاته قد يمر بمراحل من الوهن لكن القصيدة لا يمكن ان تكون واهنة لان لها افاقها التي قد يصل اليها الشاعر وقد يقصر دونها وللشاعر مداركه التي قد يصل بها الي افاق هذه القصيدة وقد لايصل لكن لا يمكن ان يكون هناك شيئ اسمه هذا زمن الرواية وهذا زمن الشعر زمن الرواية زمن جميل وفاره وزمن الشعرايضا لا يقل مكانة وجمالا عن الرواية المهم هو ان نصل الي قناعة من التسامح في ان يقبل كل واحد منا اتجاه الاخر وفنه ونوعه ولا يتحول المشهد الثقافي الي حلبة عراك وصراع لان هذا لايخدم الحركة الثقافية وان كنت اظن ان اولئك الذين ينحون هذا المنحى من الطرح هم اولئك الذين يمتلكون نصف الموهبة فالشعر قد يمرض أو يخبو صوته لكنه لا يموت ولا يفقد بحته الجميلة فالعربي بطبيعته مسكون بالشعر ويحتاج فقط إلى أن تستفزه مثل هذه المعطيات وتستحثه هذه القيم الأدبية ليعلن تفاعله بشكل إيجابي ومثمر.
[COLOR=crimson]** هل الذائقة العربية ما زالت تتذوق الشعر وتتفاعل معه كما كان يحدث في الماضي ؟؟[/COLOR]الشعر العربي يحظى بمستويات من القراءة هذه المستويات صحيح انها متباينة لكنها مقنعة بمعنى انك تستمع الي الشعر العمودي ويتمع اليه البعض فيستحسنونه وكذلك شعر التفعيلة او الشعر الحر كذا تحظى قصيدة النثر باستحسان من يستمع اليها اذن نحن في منظومة من القراءات ومنظومات من الخطاب كلها يتزامن ويتلاقى ويتلاقح واعتقد انه يتفاعل بشكل ايجابي لا ارى غضاضة في ان يكون هناك تباينا في مستويات الشعر او انواعه طالما ان هناك جمهورا يقدر القصيدة ويقدر الكلمة ويقدر الفعل الثقافي الشعري الجميل . اعتقد ان الذوق ما زال يحتفظ ببريقه وبصوته واناقته واعتقد ايضا ان القراءات النقدية المتباينة سواء علي الصعيدة الكتابي او الصعيد الانطباعي ما زالت تبرهن علي ان الشعر لا زال يثير الاهتمام .
[COLOR=crimson]** هل توجد حركة نقدية في عالمنا العربي ؟؟[/COLOR] بالطبع هناك حركة نقدية واكاد ان اجزم انها تفوق الحركة الشعرية لاسباب كثيرة منها ان الناقد البصير في العالم العربي اصبح علي وعي ونضج تام وذلك لاطلاعه وتواصله مع المعطى الثقافي العالمي وهذا الشمول يمنح الناقد رؤية جديدة تفتح للتقد آفاقا وابوابا تجعله يتسع لكثير من المعاني العصرية كذلك ان الناقد ذاته ادرك حجم القيمة الفنية للفكر اكثر من الشعر بمعنى ان الناقد الان استحال الي مبدع مجاور للشاعر يستطيع ان يقول فكرا يستنهض به القيمة الحقيقية للمد الفكري بجوار المد الفني للشعر . الناقد الحقيقي الان يتمتع بحضور ادبي راق لايقل رقيا عن المبدع. لكن النقاد معظمهم نخبوي الان صراحة والناقد الذكي هو الذي يستثمر مثل هذه الخاصية واقصد بها الرؤية النقدية الحديثة يستثمرها في عمل مشاريع ادبية تقيم المشهد الثقافي وتعيد صياغته من جديد . [COLOR=crimson]** ما مدى الحرية الممنوحة للشاعر في كتابة ما يجول في خاطره ؟؟[/COLOR] الحرية متاحة طالما التزمت بانسق العام لانه صراحة الخروج عن النص الاجتماعي والنص السياسي هو خروج عن النسق المعرفي لان هذا الخروج لا مبرر له في المسألة الفنية فأنت معني بازكاء البعد الجمالي في اي عمل ابداعي ولست معنيا بالنهوض بالفكر المتحرر الذي يثيرالحساسيات والحزازيات ويدعم العصبيات والحزبية والطائفية هذه الامور انا اعتقد انه اذا كان من معاول للهدم تكون في ساحتنا الثقافية فاعتقد انها من مثل هذه الهموم التي يتطارحها بعض المثقفين لانها لا تخدم صراحة ابداعنا الجميل ولا ابداعنا الثقافي فنحن اكثر ما نكمون حاجة الي دعم التسامح ودعم التواصل ودغم الحركة الثقافية دعما يرتفع بها عن محيط الخلافات والاختلافات والصراعات التي لامبرر لوجودها . [COLOR=crimson]** اذن كيف ترى الوضع الثقافي العربي ؟؟[/COLOR] الوضع الثقافي عامة هناك صراعات لامبرر لوجودها بين المثقفين علي اختلاف الوانهم الابداعية ويبدو لي ان الانتماءات الي الفكر تشبث عنها طوائف شعرية – طوائف ادبية – طوائف ثقافية لكن الاجمل ان ارى والذي استطيع ان ابرهن عليه ان هناك مبدعين يعون المسألة الثقافية بوعي شامل وكامل فاخذوا علي عاتقهم الابتعاد عن مزالق الفكر السياسي الذي لايحقق صراحة اي طموح ابداعي الا اذا كان هناك روائي ير يد ان يصف هذا المشهد السياسي فلا بأس ولكن ارجو ان يكون هناك ابتعاد عن هذه التحزبات – عن هذه الانهزامية التي لا اجد مبررا لاتجاه الكاتب والمثقف الي مثل هذه الاستبقات الا حرصه علي ان يكون ذا شخصية يبرهن علي انه له موقف ومبدأ ومنهج ولكنني ارى ان اجما منهج واجمل مبدأ هو الوسطية التي تعنى بقبول الاشياء دون شطط وذلك لا يعني ان يكون المثقف مدهنا خاضعا – ذليلا وانما تعني ان يكون له كلمة تدعو الي لم الشمل وليس الي لم صور الفراق . [COLOR=crimson]** كلامك يحيلنا الي التساؤل عن دور الثقافة في لم الشمل العربي وحدوث انفتاح عربي عربي ؟؟[/COLOR]الان التواصل الثقافي العربي شبه مقنع ولا اقول انه مقنع بصورة كاملة لكن شبه مقنع لان هناك في حقيقة الامر شيئ من القطيعة بين المثقفين العرب ولكن المناسبات الثقافية المنتشرة في الوطن العربي ما زالت تبرهن علي ان هناك شيئا من التواصل الثقافي والقناعة بالعمل خارج نطاق التوزيع الجغرافي لكن في الوقت ذاته هناك نوع من الشللية في مختلف البلدان العربية ولها تأثير سيئ علي الابداع والتواصل بشكل كبير .
[COLOR=crimson]** هناك ظاهرة اتجه اليها شعراء كثيرين وهي اصدار دواوين مسموعة دون الاهتمام بنشر ابداعهم ورقيا ليقرأ فما رايك في هذه الظاهرة ؟؟[/COLOR]هي ظاهرة جيدة ومن شأنها الارتقاء بالذائقة حيث ان الشعر في نظري يتلى ويلقى فهو أجود وأفضل وأوضح بالقراءة فبعض القراء يصعب عليه قراءة القصيدة وأنا أرى أن الشاعرهو وحده القادر على إيصال روح القصيدة إلى الجمهور واتجاه الشعراء إلى إصدار " سي دي " صوتي لدواوينهم على الوجهين الفصيح والشعبي أراه أسرع وأكثر تأثيرا لإيماني بقيمة الإلقاء وأنه الروح التي تبعث الحياة في القصيدة وهذا لايعني مقاطعة الديوان المطبوع فما زال له عشاقه .
[COLOR=crimson]** مارأيك في قصيدة النثر ؟؟[/COLOR] كنت في وقت من الاقات ضد قصيدة النثر لكن وبصراحة بعد اقترابي أكثر من نماذج راقية في قصيدة النثر أعطتني رؤية حقيقية عن هذا النص المفتوح الذي يقدم إضاءة تعني بالتكثيف وقرأت لتجارب شعراء جيدين فوجدت قصيدة النثر لها فنيات وتكوينات راقية وقد كان من حظ قصيدة النثر أن تكون في أكثر من مهرجان مقدمة في صورة مشوهة اما على مستوى الكتاب الجريئين او المبتدئين فتسبب ذلك في انتقاد الكثيرين لها . [COLOR=crimson]** ما الذي يميز قصيدة النثر عن غيرها؟[/COLOR] يميزها هذه الكثافة التي تحدد الرؤية من جهة تجعلها تتسع من جهة أخرى وتمنح المزيد من الفرص للقارئ الضمني والافتراضي أن ينسج رؤى جديدة يمدان النص بدلالات متعددة. [COLOR=crimson]** نود الحديث عن المسابقات الشعرية خاصة وانت عضو لجنة تحكيم لمسابقة امير الشعراء ؟؟[/COLOR]يجب الاعتراف أن برنامج أمير الشعراء وأيضا برنامج شاعر المليون من البرامج الثقافية الهادفة ويمثلان نافذتين حقيقيتين على المشهد الشعري بصورتيه تستهدف الشباب او الذين يمثلون الحكة الشابة في المشهد الشعري كما أنهما فتحا الآفاق أمام المبدع الخليجي والعربي واستنهضا فيه الهمم من خلال أشعاره بقيمة عطائه الإبداعي وقد ساهم هذين البرنامجين بشكل كبير في احداث نهضة ثقافية وإعادة الجمهور إلى مضامير وميادين الشعروالتفاعل معه.وتعتبر هذه البرامج في شكلها الحقيقي مجموعة امسيات شعرية تحت نظام تليفزيوني تحظى بمتابعة كبيرة خاصة برنامج امير الشعراء نظرا لانه يعيد الي الجميع ذكرى الشاعر الكبير امير الشعراء احمد شوقي ويعد هذا سبقا لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث التي أعطت معنى حقيقيا ومنهجا يحتذى به في العمل الإداري المنوط به في العمل الثقافي وقد سبقت الثقافية الحكومية في البلدان العربية في تقديم هذا المشروع الثقافي الكبير .
وقد برهن الشيخ محمد بن زايد علي انه واحد من اهم رواد الحركة الثقافية والشعرية في الوطن العربي يتجلى ذلك في انه اعطى قيمة حقيقية للمشهد الثقافي الشعري خلال اهتمامه بهذين البرنامجين ودلل على أن الرجل يعمل ليس لصالح الإمارات فحسب باعتبار أن هذا المشروع يمنح أبو ظبي خاصية حضارية إضافية وإنما يمنح العالم العربي أفقا أوسع ويدلل على وعي سموه ورقي ثقافته وفاعلية عطائه مما يجعل الحالة الثقافية في صحة وعافية وقدرة على الإنتاج.
[COLOR=crimson]** وما الفائدة التي يجنيها الشاعر من المشاركة ؟[/COLOR]أتمنى على الشاعر الحقيقي الذي يريد تطوير نفسه أن يشارك في المسابقات الشعرية ( شعبي أو فصيح ) دون الإفراط في الحساسية وإذا قدر له البحث عن لقب فهو حق مشروع وإذا لم يقدر له هذا اللقب عليه التمسك بالمربح الكبير وهو تطوير موهبته الشعرية بحيث يخرج بقناعتين وهن أنه كسب الجمهور بأخلاقه ، وموهبته التي ستكون مهيأة للتطور والنضج .
[COLOR=crimson]** هناك فتوى صدرت العام الماضي بتحريم هذه المسابقات فما رأيك لاعتمادها علي اتصالات الجماهير ؟؟[/COLOR]هذه البرامج هي امسيات شعرية دون أننا نضع في الاعتبار ان هناك تنافسا حقيقا بين الشعراء علي اللقب ومشاركة الجماهير لاحداث التأثير الثقافي والتفاعل مع ابداع الشعراء والجمهور شريك في تحديد الفائز بالاضافة الي حكم وتقييم لجنة التحكيم اما هذه الفتوى غير مبررة فمامعنى ان نحرم ما احل الله وفي ظني ان هذه الفتوى صدرت لمحاربة العصبية القطرية والقبلية واي فتوى لها احترامها وتقديرها واعتقد ان هذه البرامج بعيدة عن العصبية والقبلية وهذا سر نجاحها .
[ALIGN=CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/4d9f89603a032.jpg[/IMG][/ALIGN]