الثقافية

المشاركون في مؤتمر العالم الإسلامي "المشكلات والحلول"يعقدون جلستهم الأولى في مكة

مكة المكرمة 22 شعبان 1432 هـ

برئاسة سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ عقد المشاركون في المؤتمر العالمي بعنوان (العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول) الذي تنظمه الرابطة مساء اليوم جلسة المؤتمر الأولى وذلك في مقر الرابطة بمكة المكرمة بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي .

وتم خلال الجلسة التي رأسها المراقب الشرعي في بنك دبي الإسلامي الدكتور حسين حامد حسان استعراض ثلاثة بحوث وهي / خصوصية الهوية الإسلامية في تحقيق الأمن والسلم الاجتماعي / للدكتور عبد الحميد محمود البعلي المستشار في الديوان الأميري في دولة الكويت , و (أزمات الشعوب المطالبة بالإصلاح في البلاد العربية والإسلامية أسبابها وعلاجها ) ، لفضيلة الشيخ الصادق بن عبد الرحمن الغرياني رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في ليبيا , و(الفتنة الطائفية في العالم الإسلامي ودور إدارات الأوقاف في تطويقها) للدكتور عبد المحسن الجار الله الخرافي الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت.

وقد أبرز الباحثون خلال استعراض بحوثهم الأحكام المستنبطة من شريعة الإسلام في تحديد خصوصية الهوية الإسلامية التي ينبغي أن تحافظ عليها الأمة، وأن تتمسك بها شعوب البلدان المسلمة.
وركزوا على أهمية السعي إلى ربط الشعوب المسلمة بعلماء الأمة الثقات برباط وثيق لضمان الخصوصية الإسلامية التي تعد من ضرورات تحقيق الأمن والسلم الاجتماعي لأمة الإسلام . وأكدوا أن من أهم أسباب الأزمات التي تواجه بعض شعوب الأمة التخلي عن اتخاذ شريعة الإسلام بتفاصيلها مرجعية لعلاج ما يجد في حياتها، داعين علماء الأمة إلى توسيع مساحة التواصل مع الشعوب التي تبحث عن حل للمشكلات التي تواجهها.
وحذر الباحثون من الجنوح الطائفي في بعض بلدان الأمة، والذي يؤدي إلى الفتنة بين مواطني البلد الواحد ، مذكّرين بأهمية الحرص على وحدة الشعوب التي يجب على المؤسسات الإسلامية وإدارات الأوقاف التأكيد عليها، ومحاصرة التوجهات الطائفية وبيان خطرها على شعوب الأمة المسلمة، ونبذ كل دعواتها حفاظاً على وحدة الأمة الإسلامية .

عقب ذلك ألقيت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز
وفيما يلي نص الكلمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي
أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احيي جمعكم الكريم وأرحب بضيوفنا الأفاضل من علماء الأمة الإسلامية ودعاتها ومفكريها على هذه البقعة المباركة التي اختارها المولى جل وعلا مهبطا للوحي الأمين على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه بآخر الرسالات السماوية لتكون للبشرية منهجاً قويماً لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه ونبراسا هاديا للإنسان إلى خير الدنيا والآخرة لا يزيغ عنه إلا هالك ونحمده جل ثناؤه -أن شرف أهل هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين وهدانا إلى التمسك بكتابه الكريم وسنة نبيه المشرفة شريعة ودستورا لا نحيد عنه ولا نميل ووفقنا إلى العمل على تحقيق الأخوة والتضامن بين المسلمين ومتابعة قضاياهم والاهتمام بالمشكلات التي تواجههم يقينا بان في الإسلام لكل مشكلة حلا وفي شريعته الغراء لكل معضلة علاجا مصداقا لقوله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وفي هذا السياق وإعمالا للمهمة الجليلة للعلماء ورثة الأنبياء كما جاء في الحديث الشريف فإنكم تجتمعون اليوم على أمر جلل لبحث المشكلات المستجدة ومدارسة مجريات الأحداث في بعض أرجاء عالمنا الإسلامي لاستنباط الحلول الناجعة لها من واقع شريعتنا الإسلامية الغراء القائمة على منهج الوسطية والاعتدال وإنها لمسؤولية جسيمة وانتم لها أهل وكفء بإذن الله تواجهون فيها محاولات تفريق الشعوب الإسلامية وتفكيك وحدة الأمة ورفع شعارات الطائفية والمذهبية مما يتعارض مع قول الحق سبحانه وتعالى ( إنما المؤمنون إخوة)وقوله جل وعلا (وأن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) .

ونظرا لمخرجات عصر العولمة وما صاحبه من التطورات والتحولات العالمية السريعة التي ضربت كل الأرجاء فقد أدركت المملكة العربية السعودية أهمية حماية المجتمع المسلم من الجنوح عن الأصالة الإسلامية والتأثر بتلك التحولات العالمية التي برزت معها آفة الإرهاب وآلته الضالة المدمرة فتصدت له المملكة بكل العزم والحسم وعالجته بوسطية الإسلام وفككت خلاياه ودحرت الفئة الضالة العاملة عليه وكشفت شذوذها الفكري فحققت بعون الله وتوفيقه الأمن والأمان للوطن والمواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن إن النظرة الفاحصة المدققة لما يجري الآن من أحداث في بعض البلاد الإسلامية وما يهدد باستهداف بعضها الآخر تؤكد الحاجة الماسة إلى جهودكم معاشر العلماء والدعاة وقادة الفكر السديد في عالمنا الإسلامي ذلك أن المرجعية الغالبة لتلك الأحداث إنما تتمثل في الجهل بصحيح الدين الإسلامي وبتحقيق الإصلاح وتقديم الحلول الناجحة لكافة المشكلات من أجل ذلك توالت دعوتنا إلى تضافر جهود العلماء الراسخين في العلم مع جهود المؤسسات الرسمية في الدول الإسلامية لعلاج مشكلات الأمة وإصلاح أحوالها واليوم نبتهل فرصة هذا الجمع الكريم لهذه النخبة المباركة لنجدد الدعوة إلى تحقيق هذا الهدف الجليل من خلال عدة آليات نرى في مقدمتها أولا /علاج مشكلة الجهل بالإسلام من خلال بالتعريف بصحيح منهجه لاسيما للأجيال الشابة والتي نراها اليوم أحوج ما تكون إلى فهم مقاصد الدين والأخذ بمبادئه السامية ثانيا /تطبيق وسطية الإسلام العظيمة في كافة مجالات الحياة إعمالا لقوله تعالى(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).

ثالثا:وضع الآليات العملية الكفيلة بتحقيق وحدة الصف الإسلامي ونبذ الفرقة وما يؤدي إليها من دعوات طائفية مغرضة وتوجهات حزبية ضيقة وتشتت صفوف المسلمين وتعبث بوحدة الأمة رابعا:ةتفعيل العمل المشترك والتواصل بين قادة الأمة وعلمائها وأهل الرأي فيها والتعاون في علاج المشكلات وتحقيق الإصلاح بالرؤى والحلول الإسلامية إعمالا لقوله جل وعلا(إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب).

أيها الأخوة إننا ندعو من خلال مؤتمركم الموقر أن تقوم رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع العلماء وأهل الرأي في كافة الدول الإسلامية بوضع برنامج عمل إسلامي لعلاج مشكلات الأمة وتحصين شعوبها ضد أخطار الغزو من الخارج وتداعيات الجهل في الداخل ودعم أواصر الوحدة الإسلامية يعتمد الحوار الموضوعي بين الشعوب المسلمة وقياداتها ويتبنى برنامجا فاعلا للتثقيف والتوعية بما في الإسلام من حلول للتحديات والمشكلات المستجدة ويركز على أسباب تحقيق وحدة الأمة والتكامل والتضامن بين شعوبها ويحذر من مخاطر الفرقة على كيانها ويعمل على تفعيل الإصلاح والتنمية على أسس صحيح الإسلام ويحمي الأجيال الشابة من الجنوح نحو الإفراط أو التفريط بأصول الدين وحقوق أوطانهم اسأل المولى جل وعلا أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما يحب ويرضى وان ينفع بجهودكم امتنا الإسلامية.
عقب ذلك تسلم سموه درعا تذكاريا بهذه المناسبة من معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
حضر الحفل معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة ومعالي رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء والمسئولين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com