المجتمع

ذكاء الحربي يخونه في قصيدة والمتهم ” «سُكنانا”

(مكة) – هيثم محمد

أحيانا يخون ذكاء الشاعر إبداعه وتأتي نتائج شعره بعكس ما يريد ، هذا ما حدث عندما كتب خلف الحربي بل كان النشيد تعبانا ” في صحيفة عكاظ  : هبت رياح (الطقطقة) هذه المرة في وجه الشاعر حيدر العبدالله الذي ألقى قصيدة أمام خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله– أثناء زيارته للمنطقة الشرقية، وبين قسوة المجتمع ورقة الشاعر تاهت الموضوعية واحتار الكثيرون في الحكم على القصيدة بعد ظهور فريق متعاطف مع الشاعر يدافع عن قصيدته بقوة في وجه الفريق الذي يسخر منها بقسوة ثم يبدي وجهة نظر شخصية قائلا : مع كل التقدير للشاعر حيدر العبدالله أرى أن القصيدة كانت ضعيفة على كل المستويات حتى لو دافع عنها النقاد والأدباء و باختصار يقول : لم تكن قصيدة ناجحة وجاء تأثيرها عكسيا على الشاعر، ليس لأن الناس جهلة لا يفهمون الشعر كما يدعي البعض، بل لأن الشاعر خانه ذكاؤه في اختيار أدواته الشعرية، أقول هذا الرأي وأنا متعاطف جدا مع الشاعر، ولكنني لم أستطع التعاطف مع قصيدته، ويخلص إلى نتيجة وهي : إذا استثنينا بعض التعليقات المسيئة والمعيبة.. فإنني لا أظن الجمهور كان جاهلا حين سخر من قصيدة العبدالله، بل هو جمهور تشرب القصيد عبر الأزمان.. والقصيد هنا كان تعبانا.

و يرى تركي الدخيل  في مقال” من ثقب الباب ” في صحيفة عكاظ ” حيدر والـ32 مليون ساخر! ” ويقول : تغريدة الشاعر المبدع حيدر العبدالله بتويتر بإحصائيةٍ تتحدث عن رقم تداول كلمة «سكنانا»، التي بلغت 32 مليون مرة، كاتباً: «يا رزاق»، بالطبع قيل الكثير عن القصيدة من متخصصين، لا غبار على شاعريتها، ولا شك في الحس الوطني الذي كتبت به، وعلى حدّ تعبير الشاعر ناصر الفراعنة فإن القصيدة رائعة، والشاب أمامه المستقبل مشيدا بموقف الشاعر الذي لم يأبه لهذه الهجمة الشرسة وأخذها بروحٍ رياضية، وهكذا يجب أن يكون جلد الشاعر، والمبدع عموماً ويرصد الملاحظة الأهم بالقصة، وهي على حد تعبيره هذه الإمبريالية السوشلية، والتنمّر التقني و الوحشية التقنية التي تبين عقلية التخاصم، وروح الكراهية، والرغبة في النهش من الآخر، والتلذذ بالانتقاص منه والتقليل من شأنه. وبكل أمانة يقول إبراهيم علي نسيب في صحيفة المدينة تحت عنوان ” حيدر والبلاد خضراء .. خضراء !! ” : كان على المنظمين العناية بها جداً وأحملهم الذنب الذي أوقع الشاعر في أزمة الإلقاء الذي كان عليه أن يتجاوزها بالتدريب والبروفات لاسيما ومهارة الإلقاء تعبر بالقصيدة تجاه آفاق تليق بذائقة المتلقي وأناقة الطلع والبحر والمفردات والحروف تلك التي حملت في جوفها (وطناً) ثم يقول : قصيدة ( حيدر ) التي تناولها الشعب كله في أدوات التواصل وكأنه ينتقصها والحقيقة أنها قصيدة كاملة البناء رائعة التكوين ،راقية البيان ، فصيحة النسج والفصول التي تهديك منها بياناً وسحراً ، قصيدة ملحها الولاء والحب و الصفاء والنقاء.

وبذهول تابع محمد عثمان الثبيتي أن ” «سُكنانا «.. لا تُفتت وُحدتنا !! ” في صحيفة المدينة تداعيات إلقاء الشاعر حيدر عبدالله لقصيدته في حفل استقبال أهالي المنطقة الشرقية لملك البلاد ،وساءني ردود الأفعال التي أطَّرت القصيدة وقبلها مُلقيها في أتون الطائفية المقيتة ممتطين الإلقاء الذي ظهر به الشاعر حُجة لهذا الهجوم ،ولم يعلم الكثير بأن الهجمة والتجييش لها أعمق من ذلك وأدهى من كونه إلقاءً هادئاً لم يتعوَّد عليه الناس في مثل هذه المناسبات الوطنية، بل كانت الغاية هي تأجيج الصراع الطائفي وذر حبّات من جمر الغضى في وسط الطبقة المُثقفة وضرب مؤسساته بالنزاعات المذهبية في الوقت الذي يُعوَّل عليها قيادة الوسطية وتعزيزها من خلال منابرها التنويرية التي تُنادي باحترام الآخر حتى ولو لم يكن من أهل المِلة مؤكداً أنه لا يساور بعيد النظر شكٌ في أن الهجمة الشرسة نُظِّمَت لضرب بُنية المجتمع السعودي عن طريق الإيقاع بين الطائفة التي ينتمي لها الشاعر وبين الأخرى المُنتمي لها أغلب الشعب.

وفي صحيفة الوطن كتب علي سعد الموسىسكنانا وإعدام الذائقة العامة ” قائلا : قلت للابن الشاعر الشاب، حيدر العبدالله، وأنا أتصل به مؤازراً: ستصبح بعد هذا الطوفان الإلكتروني أشهر شاعر سعودي، ثم اقترحت عليه تحويل “سكنانا” كمفردة إلى علامة تجارية مثلها مثل آلاف المفردات والعناوين في عوالم الأدب والفن التي خدمتها الصدفة قبل أن تحول ملاك حقوقها الفكرية إلى أرباب ثروة مضيفاً : فاز حيدر العبدالله بجائزة أبوظبي لإمارة الشعر العربي في سن العشرين. وقبلها بعام حصد بردة شاعر شباب عكاظ بإجماع كل المحكمين. وقبل هذين الفوزين “السوبر” فاز هذا الشاب بجوائز العام لثلاثة أندية أدبية مختلفة. وذات سنة قريبة جدا وصفه الناقد العربي العملاق، صلاح فضل، بأنه “الجواهري” الجديد في فضاءات الشعر العربي. وبكل الاختصار ستكون له “سكنانا” نقطة البداية التاريخية.

وفي مكة كتب عبدالله التنومي مقال بعنوان “الشاعر حيدر العبدلله” قال فيه،كبير انت ياحيدر، فأنت تقدم نفسك من سلالة ملوك الشعر ؛ كشعراء العباسيين وقبلهم الامويين ؛ وحيدر سوف يتصدر المشهد الثقافي العربي ،واضاف ، مميز هذا الشاعر ورائع .. وليس حساده من شهره فحسب بل بساطة اسلوبه وعقلانيته وقوة موهبته وكارزمة حضوره واتوقع ان خلف هذا بر والدين.
والحقيقه هو يستاهل وطريقة إلقائه مميزه وسوف يقلده جيل ممن سوف يأتي بعده ..
وعدم تقبله من البعض ﻷننا تعودنا امام الملوك على صياح الشعراء ..ولانؤمن بالتغيير او التجديد ؛ فالزمان السياسي والأجتماعي تخطى الكثير الحزم الفعلي من الماء الى الماء.
وختم مقاله ،أنا اهني الوطن على بزوغ هذا الكوكب واشكر سمو امير الشرقيه الذي اطلق الحزم الفكري تحو الشرق برعايه ومباركه من الملك السابع سلمان الزمان والمكان وبروف الحزم المادي والمعنوي .

بينما قال زميله في مكة نبيه العطرجي في مقاله “سَلْمَانْ الحَزمْ …فِي فَؤَادَكْ سُكْنَانَا” مَا أرْوع تِلك الأبيَات الشِعرية التِي ألقَاها الشَاعر ( حِيدر العَبد الله ) فِي حَفل إستقْبال أهَالي المنطِقة الشَرقية للملِك العَادل سَلمان الحَزم – حفِظه الله – بأسْلوب جَديد رهِيف مخْتلف عَن إلقَاء القصَائد المعتَاد ، فَهو شَاعر لمْ يَنهي عَقدة الثَاني مِن عُمر الحيَاة ، أستطَاع خلَال مسِيرته الشِعرية الوجِيزة أنْ يُجني عَدد مِن الجوَائز الشِعرية التِي تَسبق عُمرة الزمنِي . وأضاف العطرجي ، أوضَح حيدر فِي أحَد مَواقع التَواصل الإجتمَاعي وفَقه الله إلَى أنّ طريقَة إلقَائه للقصِيدة بذَاك الرِتم الغِير معهُود فِي إلقَاء القصَائد – حِين تولدْ وتترعرَع فِي إحدَى واحاتْ هَذا الوَطن العَظيم فمِن الطبيعِي والبديهِي أنْ يكتسبْ صَوتك نَداوة الماءْ وخُضرة الأرضْ ، ليَس فَقط صَوتك بلْ رُوحك وكُل أحْلامك ، تمَاماً كمَا هُو مِن الطبيعِي أنْ يكتسِب صَوتك ورُوحك وكُل أحْلامك سمَات الصَحراء ووعُورتها حِين تولدْ وتترعرَع فِي البَادية ، ولَا غضَاضة فِي أيّ مِن ذلكْ .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى