عام

التلافيق في عصر الملاقيف !!

يبدو أننا نعيش أزمة أخلاق في ما ننقل وننشر ونترجم ونعلن وهذه الأزمة كان ومازال منشأها وسائل التواصل الاجتماعي التي أعطت الفرصة لكل من هب ودب يكتب وينقل ويسنّب لنا الأخبار وينشر لنا بالقص واللزق ما تقع عينه عليه بدءا طوال ساعت النهار وزلفاً من الليل وما بينهما من مشاركات وسنابات وكلٌ يصنع المحتوى بكل ما فيه والكل يدعي أنه أول من عرف ومن نشر ووزع كمن يطلق الكذبة ويصدقها وهو يعلم علم اليقين أنه ليس من أبدع في الوقت الذي يشعر بأنه من اصطاد حاسة المتلقي بتلفيقات ينشرها بعض ملاقيف وسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي بدءا من الواتس وانتهاء بالسناب وما بينهما من وسائل تواصل أخرى ما عدا تويتر المحمي الذي يعتبر المحك الحقيقي للكتابة بمسؤولية وحذر وبما قل وليس بالضرورة أن يدل ومع هذا لم يسلم من التخطي والوقوع في الخطأ بالكتابة بأسماء غير حقيقية بل رمزية أو مستعارة لكن هؤلاء ترتفع عندهم درجات الخوف فتجدهم يكتبون وقلوبهم وجلة من العواقب التي قد تلزمهم بإعطاء الدليل أو الخضوع لما يحفظ حقوق النشر بل وحقو المعلومة التي مازالت في مطبخها حبيسة الجهات التي مخولة بالحديث والتلميح أو التصريح .
وفي الآونة الأخيرة ظهر لنا ما يسمونهم بالمشاهير ولعدم علمي ومعرفتي كيف تعود عليهم هذه المواقع بعائدات مادية بين الآلاف والملايين فمما يرفع قدري أقول بأني لا أدري ما هي الجهات التي تمولهم في الوقت الذي أتساءل هل تعتمد هذه المنابع المالية على جودة المحتوى أو على ساعات البث الطويلة أم أن هناك وراء الأكمة ما وراءها إذ لم يحالفني الحظ بأن التقي بأحدهم أو إحداهن لأبحث عن سر الثراء المادي بغض النظر عن من هو هذا الشخص وماذا قدم للمجتمع من محتوى يعتز به مع نفسه وأسرته وأقاربه ومعارفه ومجتمعه ويظل السؤال يقفز للسطح ويطرح نفسه على من يستضيف مثل هؤلاء ويضعهم في مقدمة الصفوف وتجد الناس حولهم يلتقطون معهم الصور ويقهقون بصوت عال معهم فضلا عن استضافتهم لافتتاح بعض المحلات التجارية والكافيهات وما في حكمها وتظل الأسئلة تطارد ذوي العلاقة لعلها تجد الإجابات التي تقنع المشاهد الذي يصب في الأرقام العددية للمتابعين دون البحث في الكيف وما وراء الكيف .
مع شديد الأسف أصبح بعض السنابيين يبحث عن الشهرة من خلال نشر بعض المعلومات المغلوطة وينشر مالا تنشر الصحف الورقية والإلكترونية التي عادة ما تخضع لنظام التوثيق من مصادر الخبر والمعلومات حتى لا تقع في شراك المساءلة ولم تجد الدليل أو السند الذي يعطيها أحقية النشر إلا أن بعض السنابيين ينشر بدون تردد ليزداد عدد متابعينه حتى لو كان ذلك على حساب الصالح العام وعلى حساب مصادر المعلومات من جهاتها الرسمية فيخلق ضجيجا وهو يبث معلومات ملفقة ليس لها مصادر رسمية الذي قد يحرج الجهة أو المسؤول بما نشر من معلومات قد تكون محرجة وقد لا يتحقق منها ما أشار إليه مما تنبت فجوة بين المواطن وتلك الجهة ولذا أتمنى أن نكون بحجم المسؤولية ونحن ننشر أخبارنا ونطلق ألسنتنا عبر هذه الوسائل التي سمحت لنا بأن نكون متحدثين أمام الجمهور الداخلي والخارجي باعتبار أن كلامنا تتناقله الركبان وتتلقفه الفضائيات وتستقبله الآذان وتشاهده الأبصار فلابد أن نكون أمناء ونغلب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية حتى ولو كان لها مقابل مادي فليكن لدين الحس الوطني والاجتماعي أكبر وأشمل وعلينا أخذ الأخبار من مصادرها الرسمية بعيدا عن الخطوط الحمراء التي تقف سدا منيعا لأي تجاوزات إعلامية .
انعطافة قلم :
الشعور دائما ما يكون سيّد الموقف فعندما يشعر الشخص بأنه قليل الأدب فهو مؤدب لأن قليل الأدب ليس له شعور وهكذا من يشعر بأنه مسيئ ومذنب فهو يسير في الطريق الصحيح نحو التصحيح هكذا قال مارك توين ويضيف بقوله : لا تغضب إذا انفجر البالون في وجهك فأنت من نفخه وأعطاه أكبر من حجمه . وكذلك بعض البشر فهل من معتبر !؟

عبدالله أحمد غريب

نائب رئيس نادي الباحة الأدبي السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى