تعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في استخدام التقنيات الحديثة لتسهيل وإدارة الحشود خاصة خلال موسم الحج الذي يشهد توافد ملايين المسلمين من مختلف دول العالم في حشود مليونية تُعدّ إدارتها تحديًا لوجستيًا فريدًا من نوعه،يجعل ما تُقدّمه كافة القطاعات من خدمات لضيوف الرحمن يفوق الوصف والتعليق، لاسيما ما تقدمه وزارة الصحة بكافة كوادرها الطبية والإدارية من نماذج متطورة في إدارة الخدمات الصحية خلال موسم الحج، والتي تمثل تجربة رائدة في إدارة الحشود والرعاية الصحية في أكبر تجمع بشري في العالم.ا
وبما أن النجاح عادة ما يولد من رحم المعاناة فقد جاء تصريح معالي وزير الصحة بمثابة نقلة نوعية في الخدمات الصحية في الحج والذي ذكر فيه بأنه ستضاف في حج هذا العام تقنية حديثة تحمل في طياتها الرحمة والعناية والسرعة الفائقة ، ألا وهي استخدام طائرات الدرون الصغيرة، التي ستحلق بأجنحة تكنولوجية ، لتكون بمثابة رسول للشفاء في سماء مكة المكرمة والمشاعر المقدسة و رمزًا للابتكار العلمي الذي يخدم الإنسانية في أقدس بقاع الأرض.في خضم الزحام الذي يعانق الشوارع والطرقات المؤدية إلى الحرم المكي والمشاعر المقدسة ، حيث تتشابك الأجساد وتلتحم السيارات ببعضها البعض، فكانت فكرة طائرات الدرون أحد الحلول الناجعة للقضاء على كل هذه العقبات متجاوزةً حواجز الزمان والمكان، حاملة على أجنحتها الأدوية المنقذة للحياة ورسالة أمل تُكتب بأحرف من نور، في صحائف التاريخ الحديث، عنوانها: “الخدمات الصحية في الحج.. عطاء لا ينضب”.
وعطفاً على ما سبق فإنّ ما نشهده اليوم من تطور في الخدمات الصحية في موسم الحج ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة تخطيط دقيق، ورؤية ثاقبة، وإيمان عميق من قيادتنا الحكيمة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشرفين وولي عهده الأمين بأن خدمة الحجيج رسالة إنسانية سامية. وانعكاس لمكانة الحاج في قلب قيادة مملكة الإنسانية التي ترى فيه ضيفاً من ضيوف لله جديرًا بأن يقدم له أقصى درجات العناية والرعاية الطبية الفائقة وتتجلى روعة هذا الشعور الإنساني في اتساع رقعة المستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، والتي أضحت أشبه بشرايين تنبض بالحياة في جسد هذا الموسم العظيم.
وختاماً فإن مشهد طائرات الدرون وهي تشق عنان السماء، وعلى أجنحتها صناديق الشفاء لهو مشهد يبعث على الطمأنينة خلال موسم الحج ليس لأنه مجرد إضافة لوجستية ودعم للخدمات الطبية ، بل لأنه تجسيداً لرؤية سعودية عميقة، تضع صحة الإنسان وسلامته فوق كل اعتبار حيث تتحول العقبات إلى فرص والتحديات إلى حلول مبتكرة. في ظل منظومة صحية متكاملة رسمت ملامحها الأيادي الحانية، ونسجت تفاصيلها العقول النابغة من الكوادر الصحية بكل مسمياتها .
همسة قلم :
في كل رحلة درون هناك قصة أمل تُكتب، وروح تُنقذ، وعناء يُزال.