المقالات

صعيد عرفات

قناديل مضيئة

منظر الحجيج على صعيد عرفات الطاهر منظر بهي يحرك شجون القلب وتسال لأجله دموع الاشتياق لهذه البقعة في هذا التوقيت إن من منَّ الله عليه بأداء هذه الفريضة وهذا الركن العظيم يستشعر عظمة الموقف المهيب ويستذكر تلك النسمات والرحمات الايمانية التي حباه الله بها ويشتاق الى ذلك الشعور الذي جمعه بأناس لا يعرفهم وأجناس من البشر لم يكن يراهم مختلفةً ألوانهم وألسنتهم وأعراقهم ولكن توحدت قلوبهم.. جاءوا غبراً شعثاً ملبين مكبرين مهللين رافعين أكف الضراعة لربهم يسألونه الرحمة والمغفرة ويناجي كلٌ ربه بما في نفسه ويطلب قضاء حاجته بلغته ولهجته لا يعرف أحد ماذا قال وماذا سأل وبماذا ناجى ولكنهم على يقين أن هدفهم ويقينهم وإحساسهم وشعورهم واحد منتظرين كريم العطاء وجواب الدعاء وهم على اختلافهم تجد أن شعورهم واحد وشعائرهم واحدة في مشاعر محددة وأياماً معدودة موقوته ..لا رفث ولا فسوق ولا جدال مستشعرين تباهي المولى جل وعلا بهم أمام ملائكة السماء إن منظر الحجيج وهم يؤدون ركن الحج الأعظم يبعث في القلب الحنين لتلك البقعة الطاهرة وتذرف العين دمعةً لم تكن تخرج الا شوقاً وحباً ليومٍ يعود فيه المرء بعد أن قضى تفثه وأدى نسكه من ذنوبه كيوم ولدته أمه اللهم تقبل من الحجيج حجهم وردهم الى أهلهم سالمين غانمين.

نبض كاتب

عَرَفاتُ نفْسي في هواكِ تَعَلقَتْ
وَالـشُّوقُ فِـي تِيهِ الزَّمَانِ رَمَانِي

وَقفَ الحَجِيجُ الْغُبْرُ يَرْجُونَ الْمُنَى
رفــعـوا الـكـفـوف لــواحـدٍ ديــان

نَـادَى الْـمَلِيكُ يَـامَلائكُ شـاهدوا
مُـتَـبَاهياً ذُو الـفَـضْلِ بِـالـشُّعْثَانِ

سَـارُوا إلَـى خَـيْرِ الْـبِقاعِ وَأكْمَلُوا
رُكْــنُ الـمَـنَاسِكِ أَعْـظُمُ الأَرْكَـانِ

د. محمد بن علي القرني

المستشار التربوي والأسري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى