شهد الإعلام السعودي في السنوات الأخيرة قفزة نوعية في الشكل والمضمون، جعلته يتصدر المشهد إقليميًا، ويكسب ثقة المتابعين.
برامج سياسية وثقافية واقتصادية ورياضية تواكب العصر وتلبي الذائقة، تُدار بكفاءات وطنية جمعت بين الخبرة والشباب. ومنصات مهنية أصبحت تثير الإعجاب، بالإضافة إلى المبادرات والملتقيات النوعية مثل: المنتدى السعودي للإعلام، وملتقى صناع التأثير، وجائزة التميز الإعلامي، وملتقى إعلام الحج، وغيرها كثير.
في القمة السعودية الأمريكية بالرياض 2025، لمع نجم الزميلين محمد الوهيبي وفاطمة الشمري، فكانا واجهة مشرّفة للإعلام السعودي وسط حضور دولي كثيف، وأثبتا أن لدينا كوادر تستطيع الوقوف أمام الكاميرا بثقة، والتحدث بلغة العالم، وصياغة الرواية السعودية كما يجب أن تُروى.
الإعلام السعودي اليوم ليس بحاجة إلى شهادة… بل يكفيه أن نراه حيث يجب أن يكون.
“واحة الإعلام” باتت أشبه بخلية نحل دولية، تنقل الأحدث، وتستقبل الوفود، في مشهد أثار إعجاب كبريات الوكالات العالمية، وشهادة الميدان أقوى من ألف بيان.
أما البرامج، والقنوات، وشبكة المراسلين في جميع أرجاء الوطن، وتغطية الفعاليات، فحدّث ولا حرج. هناك قفزات نوعية في التغطية الإعلامية، وفي البرامج المتخصصة، والقنوات الجديدة، ومنها قناة “ذكريات”، التي من محاسنها أنها تعيد الذاكرة للعقول الفاشلة التي اكتست بالحسد، لعلها تُبصر الفرق بين الأمس واليوم: كيف كنا، وكيف أصبحنا.
وفي زاوية مظلمة، وبين ثنايا الغبار الإعلامي القديم، يظهر “سبع البرمبة” نافشًا ريشه، ناقمًا على كل شيء لا يُشبهه، يتحدث من برج الحسد العاجي، ويتنفس الغضب كلما رأى تألقًا لا يحمل توقيعه.
لم يصدق ما رأى، وربما ظنّ أن فاطمة خريجة هوليوود، وأن الوهيبي طالع من ديزني!
فهو لا يتوقع أن يخرج من هذا الوطن إعلاميون ناجحون، لأن ذاكرته الإعلامية توقفت عند الفشل وإثارة الرأي العام.
كما تسلّق قردٌ ذات يوم جدران أحد المنتجعات الجميلة في الطائف، تسلّق “سبع البرمبة” أروقة الإعلام، مشوّهًا الجمال، ظانًّا أن تسلّقه نجاح، وأن الضجيج صوت، وأن التهكّم فكر!
ثم قرر، دون دعوة، أن يحتسي القهوة في بهو الفندق مع السياح في الهدا، ظانًّا أن الغرابة أصالة، وأن العشوائية مجد.
فهو يتمرد على كل مألوف، وينسلخ من الذوق والعرف، حتى بات يرى في “سروال وفنيلة” مشروع منصة، وفي كل رقصٍ محتوى، وفي كل تقليعة إعلامًا موازيًا!
ختامًا…
الإعلام لا يُصنع بمنظر القرد المتسلّق، بل برؤية واضحة، ومهنية، وانتماء صادق لوطنه.
وإذا كان “سبع البرمبة” يريد حقًا أن يسهم في التطوير، فليبدأ بتعلّم احترام النجاح، والاحتفاء بالتميّز.
فالإعلام السعودي ماضٍ بثبات نحو القمة، ولن يضيره صخب من اختار لنفسه البقاء في القاع.
تألقت ، وأبدعت ، وحجّمت تلك الشخصية النرجسية ، ووضعت النقاط على الحروف في تعليقك البريع ، وأسلوبك البديع ، وعمق فهمك الإعلامي ، ولا غرابة وأنت الصحفي العصامي ، فلك خالص تقديري واحترامي .