
ولم يُسهم التعثّر في إندونيسيا خلال نوفمبر في تخفيف حدة التوتر، لكن بحلول مارس 2025، عادت بصمات رينارد لتُهيمن على أداء المنتخب السعودي، إذ حصد “الصقور الخضراء” سبع نقاط من ثلاث جولات، ليضمن بذلك مقعدًا في الدور الرابع.
وبعد وقوعه في مجموعة ضمّت إندونيسيا والعراق، لوّح رينارد بعصاه السحرية، فحقق فوزًا صعبًا بنتيجة 3-2 على منتخب “غارودا”، قبل أن يُنجز المهمة بتعادل سلبي أمام العراق، ليحجز بطاقة التأهل إلى الحدث العالمي في أمريكا الشمالية العام المقبل.

وفي الواقع، هناك شيء مميز يجمع بين رينارد وهذا المنتخب السعودي، يجعلهما متناغمين. ستُخلّد كتب التاريخ أن الأرجنتين هي بطلة كأس العالم قطر 2022، لكن لا أحد سينسى كيف ألهمت كلمات رينارد التحفيزية بين الشوطين المنتخب السعودي لتجاوز تأخره بهدف، وتحقيق فوز مفاجئ بنتيجة 2-1 في مباراته الافتتاحية أمام الفريق الذي تُوّج باللقب في النهاية.
وعلى الرغم من انتهاء مشوار المنتخب السعودي في دور المجموعات، إلا أن الرابط الذي نشأ من إحدى أكبر مفاجآت كأس العالم FIFA، يمثل الأساس المثالي الذي يمكنهم البناء عليه لتحقيق إنجاز أفضل في كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي حين تألق فراس البريكان بتسجيله خمسة أهداف طوال مشوار التصفيات، بما في ذلك ثنائية حاسمة في الفوز على إندونيسيا في الدور الرابع، فإن الدفاع هو من حسم الأمر للمنتخب السعودي، إذ لم تستقبل شباك “الأخضر” سوى أربعة أهداف في آخر ست مباريات من التصفيات، وهذا هو نوع الأداء الذي سيتعين عليهم تقديمه أمام أفضل منتخبات العالم العام المقبل.
ومن قبيل الصدفة، أن المرة الأخيرة التي تأهل فيها المنتخب السعودي إلى الأدوار الإقصائية في كأس العالم، كانت خلال مشاركته الأولى في الولايات المتحدة عام 1994. ومع عودة هيرفي رينارد، قاهر العمالقة، لتدريب الفريق مجددًا، سيكون “الأخضر” آخر منافس يرغب أي فريق في مواجهته.






