لعلم القارئ الكريم، فقد سبق لي أن كتبت عن فكرة هذا المقال، وأرى أنه لا مانع من إعادة الكتابة عن نفس الموضوع؛ ففي الإعادة إفادة.
ولعل إدارة الجوازات المحترمة تتأمل وتعيد النظر.
الموضوع بكل بساطة يتعلق بآلية تجديد جواز السفر السعودي؛ فالآلية الحالية تقتضي – بعد تسديد رسوم التجديد – الدخول إلى منصة «أبشر» وتقديم طلب تجديد الجواز، وتلك خدمة رائعة تُشكر عليها إدارة الجوازات، التي تحرص على تقديمها للمواطنين وهم في منازلهم؛ حفاظًا على الوقت وتوفيرًا للجهد.
ولكن مثلما يقول المثل الشعبي: «الزين ما يكمل»؛ فإدارة الجوازات الموقرة لم تترك للمواطن خيار رغبته في عدم توصيل الجواز إلى منزله، بدلاً من إرساله إجبارًا إلى عنوان المنزل بمبلغ (40) ريالًا تذهب لمصلحة إدارة البريد.
حيث يتلقى المواطن الرسالة التالية بعد تقديم الطلب:
«تم تقديم طلب تجديد الجواز للمستفيد … بنجاح، وسيتم طباعة الجواز وتوصيله إلى عنوانك. علمًا بأن المستفيد … لا يمكنه السفر باستخدام الجواز الحالي أو الجواز الجديد أو الهوية الوطنية حتى يتم تسليم الجواز القديم وتفعيل الجواز الجديد». انتهت الرسالة.
سؤالي لإدارة الجوازات هو:
طالما أن المواطن لا يستطيع السفر إلا بعد تسليم الجواز القديم وتفعيل الجواز الجديد، فلماذا إذن يتم إرسال الجواز الجديد إلى منزله؟!
أليس من المنطق أن تتكرم إدارة الجوازات بإرسال رسالة للمستفيد بعد طباعة جوازه الجديد، لتخبره بأن جوازه جاهز للتسليم، ومن ثم يقوم المواطن بدوره بأخذ جوازه القديم ومراجعة إدارة الجوازات لتسليم القديم وتفعيل واستلام الجديد؟!
هذا في اعتقادي هو الإجراء الصحيح الذي يجب تطبيقه؛ وهنا تستقيم المعادلة، وتصبح آلية تجديد جواز السفر منطقية وواقعية.
أتمنى مرة أخرى من إدارة الجوازات التفكير بعمق في هذا الموضوع وإعادة النظر فيه، وذلك بوضع خيارين في تعبئة الطلب (توصيل / عدم توصيل)، لتبقى للمستفيد حرية الخيار فيما يراه مناسبًا لرغبته.
مع خالص التقدير والاحترام للمجهودات الكبيرة والخدمات الجبارة والمتميزة التي تقدمها إدارة الجوازات لعموم المستفيدين، سواءً المواطنين أو المقيمين.






